من وحي مسيرة طرابلس فلسطين تجمعنا/كتب الأستاذ فيصل درنيقة

من وحي مسيرة طرابلس
فلسطين تجمعنا
فيصل درنيقة
21/10/2023
رغم كل ما مرّت به طرابلس الفيحاء من أهوال وتهميش وفوضى على مدى سنوات طويلة، ها هم أبناؤها من كل التيارات والمشارب والانتماءات يخرجون في شوارعها العابقة بروح الكرامة والعزّة ينتصرون لفلسطين وشهدائها وللأمّة وعزّتها.
قال لي صديقي ونحن نخرج من باحة المسجد المنصوري الكبير في طرابلس، كما اعتدنا منذ ستينيات القرن الماضي، لم تعرف طرابلس مسيرة لهذا الحشد منذ أن خرجت تنتصر للعراق بوجه الحصار والعدوان قبل عشرين عاماً، وهي تدرك أن تلك الحرب لم يكن هدفها هذا البلد العربي العزيز على أمّته فحسب، بل فلسطين كانت الهدف أيضاً، ومعها كل أمّتها والإقليم وكل احرار العالم.
قلت له: لا تنسى أيضاّ كيف خرجت مدينتنا في مثل هذه الأيام قبل ثمانين عاماً في معركة الاستقلال حين قدمت طرابلس العديد من أبنائها وطلاب مدارسها شهداء يجري تهميش الإشارة إليهم عادة في إطار معروف هو تهميش عاصمة الشمال ومعاقبتها على تاريخها الوطني والقومي والإسلامي الناصع.
في تلاحم طرابلس مع غزّة كانت هناك كلمتان في المسجد المنصوري الكبير إحداهما للمفتي الشيخ محمد الإمام والثانية للمطران المنسنيور يوسف سويف في تأكيد على أن مدينتا كانت وستبقى مدينة الوحدة الوطنية والعروبة الجامعة والإيمان بالله وكتبه ورسله أجمعين.
في هذه اللحظات، تذكّرت دائماً شعاراً أطلقناه منذ سنوات طويلة، وهو “فلسطين تجمعنا”، وأدركت اليوم كم كان هذا الشعار صحيحاً، لا لأن فلسطين تجمعنا في لبنان أو على مستوى أمّتنا فحسب، بل أيضاً لأن فلسطين باتت تجمعنا في كل أرجاء العالم، لاسيّما حين وصلتني اليوم من ابني حسام صورة لمسيرة في سيدني في أستراليا ضمّت الآلاف مندّدين بالعدوان الصهيوني في أحد معاقله الرئيسية في العالم.
فعلاً طرابلس، ومعها الأمّة كلها، تستعيد تألقها الوطني والعربي والإسلامي، كما قال أخي الأستاذ معن بشوّر في تعليقه الأولي على هذه المسيرة.