الخدمات الاعلامية

هل جاء تحديد الحدود البحرية في التوقيت المناسب؟ / بقلم حسن صبرا/الشراع

الشراع 10 تشرين ثاني 2022

مع تمسكنا بالخط 29 كحدود بحرية مع الكيان الصهيونى ، فإن توقيع الاتفاق مع هذا الكيان جاء في الوقت المناسب ، للقوى السياسية التي وقعت الإتفاق …  بل نحن نجزم ان هذه القوى ادركت بمعلوماتها واستطلاعاتها ، ان بنيامين نتنياهو قادم الى السلطة وبقوة، مثلما ادركت بما كان ينشر من استطلاعات في اميركا ، ان دونالد ترامب موجود في تفاصيل الفوز الجمهوري في احد المجلسين ، بما يعقد مهمة جو بايدن في الحكم ، وربما سيحرمه من النجاح في دورة الانتخابات الرئاسية الثانية .
بايدن كان مصمماً على حصول الإتفاق بين لبنان والكيان الصهيوني ، عله يعطيه دفعة انتخابية قادمة ، وايران كانت تدرك حاجة بايدن اليها ، لذا وزنت الاتفاقية جيداً ووجدت انها يمكن ان تأخذ مقابلها في العراق ..وقد اخذت ، ويمكن ان تستبق مجىء بنيامين نتنياهو الى السلطة في الكيان ، وهو الذي هدد بإلغاء الإتفاقية مع لبنان ، مثلما الغى دونالد ترامب الإتفاق النووي مع ايران ، التي ما زالت تدفع ثمن هذا الإلغاء .
نتنياهو صديق ترامب ، وصديق بوتين .. والمفارقة ان اتفاق تحديد الحدود البحرية مع لبنان ، لن يكون لمصلحة روسيا التي تراهن على اخضاع اوروبا في الشتاء القارص ، لكن بدء تصدير نتنياهو الوقود الى اوروبا سينغص عيش الرئيس الروسي ، فكيف سيعوض نتنياهو هذه الخسارة للدب الروسي ؟ من خلال موقف ” حيادي ” من الحرب الروسية على اوكرانيا 🇺🇦! ومن خلال افساح المجال للروسي كي يحاول الانفراد بالساحة السورية ، التي يشاركه فيها الايراني ،لذا سيصبح الصهيوني اشد شراسة في مواجهة ايران داخل سورية ، وهو امر لا يزعج بوتين لأنه يدرك ان الموقف المبدئي الصهيوني هو بقاء بشار الاسد في السلطة ، وهو امر يتفق عليه الروسي مع الايراني ، وكذلك الصهيوني مع الاميركي ، والباقي كله تفاصيل لاستمرار النزاع حتى ينهار الاضعف وينسحب ..وينسحق الشعب السوري اكثر !
هل يكتفي نتنياهو بهذا الإنتصار الشخصي له ؟ نعتقد ان هذا الشخص ، وبعد ان تطلق يده اكثر في سورية ، سيجد ان بوتين سيندفع اكثر نحو حمل بشار الى اتفاق معه ، ومرة اخرى تنفيذاً لإتفاق القدس عام 2018 الذي رتبه  مفاوضون روس واميركان وصهاينة ، ونص على توقيع اتفاق سلام بين بشار والعدو الصهيوني !
وهل يكون رجلاً مثل نتنياهو رجل سلام ؟ لا تنسوا ان مناحيم بيغن وهو استاذ نتنياهو حصل على جائزة نوبل للسلام مناصفة مع شريكه انور السادات ، بعد توقيعهما اتفاقية كامب ديفيد في 26/3/1979 ، بعد مجىء الامام الخميني الى السلطة في ايران بنحو اربعين  يوم !
نتنياهو عاد الى السلطة مثل رينغو الذي عاد لينتقم ، وبعد ان فوت الاتفاق مع لبنان فرصة عليه كي يستعرض عضلاته ، نعتقد انه سيتفرغ لمواجهة الشعب الفلسطيني المسكين والمحاصر والمتروك لمصيره الا بيانات استنكار جاهزة منذ الآن .. بل وقبل ذلك

حسن صبرا

مجلة الشراع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى