الخدمات الاعلامية

“خاص – “الشراع”: فيتوات ” مقابل “فيتوات” والخارج سيد اللعبة

الشراع 12 حزيران 2023

سئل مرجع كبير عن توقعاته بشأن جلسة الاربعاء النيابية التي دعا الرئيس نبيه بري لعقدها من اجل انتخاب رئيس للجمهورية. فرد بالقول:” لاجواب فكل يوم بيومه ومن الان وحتى الاربعاء المقبل يخلق الله ما لا تعلمون”.

هذا التعليق المختصر قد يكون أبلغ توصيف لما يمكن ان يحدث على قاعدة “البلاغة في الايجاز.

فلا احد يستطيع الجزم وسط سيل التوقعات المنتشر في وسائل الاعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي بما يمكن ان يحدث في الجلسة المشار اليها .

فقد تكون الجلسة لسبب ما، طارئ ومستجد عرضة للتأجيل.

وقد تعقد الجلسة فيكتمل نصابها في الدورة الاولى ويتم التصويت ويحصل سليمان فرنجية على ما يمكن ان يحصل عليه من اصوات وكذلك الامر بالنسبة  لجهاد ازعور من دون ان يحوز اي منهما على اصوات ثلثي اعضاء المجلس وفقاً لما ينص عليه الدستور. وبعد ذلك يتم تطيير نصاب الجلسة في دورتها الثانية من قبل اطراف عديدة في حال لم تكن ضامنة لفوز مرشحها باكثرية 65 نائباً.

ولا احد بالطبع يتمنى وقوع اشكالات امنية من النوع الذي يؤدي الى عدم انعقاد الجلسة .علماً ان الجيش اللبناني يقوم- وكذلك القوى الامنية الاخرى- باداء  دوره في حفظ الامن وحماية الاستقرار. وهو جاهز للتصدي لاي عمل يمكن ان يؤدي الى الاخلال بالامن وزعزعته للحؤول دون التئام مجلس النواب .

الا انه في المشهد العام الذي تنعقد الجلسة في ظله ،يبدو بوضوح انها لن تؤدي الى انتخاب رئيس للجمهورية. اما الجديد الذي تعبر عنه فهو احتدام الكباش الداخلي ومن خلفه الخارجي . فهي جلسة يصح وصفها بانها جلسة تسجيل النقاط او جلسة على نمط لعبة البلياردو التي تتوخى عادة اصابة هدف مختلف عن الهدف المباشر الذي يراد اصابته.

ومن خلال معلومات متقاطعة ،فان حضور الخارج بات اقوى اليوم في اللعبة الداخلية ولا سيما الانتخابية  مما كان عليه في فترات سابقة. الا ان هذا الحضور لا يرمي الى الوصول الى حلول بات لبنان بأمس الحاجة الى تسريعها وعدم تأخيرها ، كما لا  يرمي الى الدفع بالجميع الى طاولة حوار وفقا لما قاله قيادي لبناني بارز ل”الشراع” بل يرمي الى تحويل البطاقات الصفراء في الملعب اللبناني الى بطاقات حمراء ، بعد ان صار الفيتو المضمر من قبل هذه الدولة او تلك العاصمة واقعاً على الارض لا يمكن تجاوزه بيسر وسهولة ودون عواقب وتداعيات . وكأن المعادلة الجديدة اصبحت قائمة على مبدأ “فيتوات” مقابل” فيتوات”.

و”الفيتوات” لا يقتصر مؤداها او مفعولها  فقط على هذا المرشح او ذاك ، بل يتعلق ايضاً وهذا هو الاساس  بما هو اكبر وأبعد مدى. وهو متصل حكماً بساحات اخرى في الخارج، طبعاً من دون التقليل من حجم وتأثير خلافات الداخل على ما حصل ويحصل.

ووفق القيادي نفسه فان  الخارج هو سيد اللعبة حالياً، ومن خلاله يتم الاستقواء به في الداخل بشكل يتم معه استعادة تجارب سابقة مماثلة استخدمت فيها كل الوسائل العسكرية وغير العسكرية لتحقيق اهداف ومصالح، الا انه  اليوم والمقصود الخارج يستخدم وسائل اخرى اهمها الدفع باتجاه الانهيار وضرب الاقتصاد وقيمة النقد الوطني واستهداف المؤسسات والمس بالثوابت الوطنية وفي مقدمتها العيش الواحد او المشترك بعد زرع الشكوك بالوحدة ومحاولة اظهار الشعب اللبناني وكأنه مجموعة شعوب لا رابط بينها خلافاً للواقع والحقائق الجامعة الموضوعية والتاريخية.

ومهما قيل للتخفيف من وقع ما يجري ، فانه لا تسمية او توصيف لما يحصل الا “الازمة الوطنية الكبرى” التي تشهدها البلاد. وهذه الازمة لن تتوقف كما يبدو واضحاً عند مدى معين او لدى تحقيق هدف ما. وحتى لو انتخب احد المرشحين اي فرنجية او ازعور في جلسة الاربعاء فان الوضع لن يتغير وستدخل البلاد في فصل جديد من فصول الازمة الكبرى التي تعيشها منذ سنوات في ظل الاصطفافات الخطيرة السائدة .

وعلى هذا الاساس فان كل السيناريوهات المطروحة او التي يمكن ان يكون تحقق احدها وارداً، لن تفضي الى الخروج من الواقع الصعب الحالي .

ولهذا السبب فان جلسة الاربعاء هي مجرد محطة جديدة في الشكل الا انها في المضمون تدفع بالصراع القائم وبكل جوانبه العلنية والمستترة الى ادخال البلد بشعبه ومؤسساته في نفق قاتم، خصوصاً بعد اضافة  بعد تصعيدي  يتصل بالحديث عن تجاوز او عزل  مكونات اساسية من مختلف الطوائف .

واذا كانت انتخابات الرئاسة محكومة بكلمة السر الخارجية التي يبدو واضحاً انها لا تعبرحالياً عن التوافقات المطلوبة خارجياً ً بقدر ما هي انعكاس صريح ومباشر للصراعات المحتدمة والسعي من قبل كل جهة للتحكم بها ،فان الفراغ سيبقى العنوان الابرز لهذه المرحلة طالما لم تصدر كلمة السر الخارجية التوافقية .

وفي غياب كلمة السر التوافقية هذه، فان الدعوات الى العودة الى اعتماد صيغة “لا غالب ولا مغلوب” لن يكون لها “مرقد عنزة” في لبنان طالما ان عدداً من الفرقاء لا هم لهم في ظل هذه المعمعة سوى الحفاظ على مكاسبهم وتعزيزها ولو على حساب لبنان الوطن والدولة والشعب وحتى الكيان.

 

مجلة الشراع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Here you can just take everything you need for efficient promotion and get the job done well. o’tishingiz Surprisingly, this is not the same as the circumstance with Mostbet. agar o’yinchi MostBet in Bangladesh offers a plethora of pre-match picks in over 20 different sports. o’yin boshlanishidan oldin This means you may use the mobile version to safely make deposits and withdrawals. dasturi