لا عجلة في البحث عن خليفة لقبلان !
مجلة الشراع 19 أيلول 2021
كان لافتاً للنظر ان يوصف الشيخ عبد الامير قبلان بعد رحيله بأنه كان رئيسًا للهيئة الشرعية في حركة أمل، في وقت كانت الصفة الرسمية والاعلامية والدينية والشعبيةالمعروفة بأنه كان رئيسًا للمجلس الاسلامي الشيعي الاعلى.
هذه التسمية التي جعلت الرئيس حسين الحسيني يعتبر ان هناك تجاوزاً للقانون بأن يكون رئيس المجلس الشيعي الممثل الاعلى للشيعة في لبنان عضواً في حركة حزبية (كلام قديم للسيد الحسيني)
اذن
يفهم من اعادة الإعتبار لصفة رئيس الهيئة الشرعية لحركة امل للشيخ قبلان بعد رحيله بأنها منصب رسمي من حق حركة امل ان تحتفظ به، ليصبح الرئيس المقبل للمجلس من حركة امل…
وكم كان ملاحظاً هذا الاحتضان السياسي والاعلامي من نبيه بري لحدث وفاة قبلان في رسالة واضحة للجميع وتحديداً لحزب الله في ان قبلان كان لي وبالتالي فأي بديل بعده سأعينه انا وليس اي جهة اخرى…
لقد مات قيادي في حركة امل وهو في موقع رئيس مجلس فليأت قيادي آخر من حركة امل سأعينه انا….
فهل لدى رئيس الحركة نبيه بري من هو مؤهل ليكون مكان الشيخ قبلان؟
رحم الله الشيخ قبلان الذي كان متواضعاً في السلوك وفي التعاطي مع الناس وهو نفسه كان يردد انه ترك الدراسة في النجف قبل ان يصل الى الاجتهاد ليكون مرجعاً..
فإن قوته الفعلية استمدها من دعم بري له والتزامه الكامل بالسياسة التي يريدها رئيس المجلس النيابي..
وقد بدا ان صفقة تبادل مصالح عقدت بين الرجلين فبري اطلق يد الشيخ قبلان في المجلس الشيعي ليحوله الى مجلس قبلاني وبالمقابل صار المجلس الشيعي احد مكاتب حركة امل برئاسة قبلان الشيخ .
ولا شك ان بري الآن في خشية من مصير رئاسة المجلس الشيعي بعد وفاة قبلان، والجميع يتحدث عن شيخين ينظر الجميع اليهما بإعتبار احدهما الاقرب الى الرئاسة:
1- الاول هو نائبه وهو الشيخ علي الخطيب…
وهو الذي يمارس مهماته كرئيس منذ عدة سنوات بسبب عجز شبه كامل اصاب الشيخ قبلان
2- والثاني هو إبن الشيخ قبلان احمد وهو الذي عينه مفتياً جعفرياً ممتازاً الى جانبه
الإثنان لا يعتبرهما بري من قماشة الشيخ عبد الامير ، والكيمياء شبه غائبة عن العلاقة مع كل واحد منهما
الشيخ الخطيب عين نائبًا للرئيس بمباركة من حزب الله..
اما الشيخ قبلان الابن فإن ابو مصطفى يعتبره من الحرس الثوري الايراني
اذن لن يكون اي منهما رئيسًا على الاقل في المدى المنظور لأن اياً منهما لن يركب رئيساً للهيئة الشرعية في حركة امل…
فهل لدى نبيه بري شيخاً غيرهما ليكون خليفة للراحل قبلان؟
وهل يملك بري حرية تعيين شيخ او سيد لرئاسة المجلس الشيعي من دون موافقة حزب الله؟
وهل يلجأ بري الى مشايخ التقليد في جبل عامل الذين آثر اكثرهم الإبتعاد ليحافظوا على استقلاليتهم عن الحركة والحزب؟
وهل يرضى برى بأن يرأس المجلس الشيعي شيخ او سيد لا يرضى ان يتلقى تعليماته من بري او من ينوب عنه او من قيادي في حزب الله؟
مرة اخرى عودوا الى منظر نبيه بري الحزين منذ لحظة إسراعه الى مستشفى الزهراء بعد تبلغه بوفاة الشيخ قبلان.
ثم عودوا الى حركة نبيه بري لإحتضان مناسبة وفاة قبلان والحرص على اظهار الشيخ الراحل انه رئيس الهيئة الشرعية لحركة امل… حتى ليكاد يقول ان من اعينه انا رئيساً لهذه الهيئة في حركة امل سيكون هو رئيسًا للمجلس الشيعي …
وكم سيكون الإنتظار طويلاً…
وستتكرر صفة نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى كثيراًمع الشيخ علي الخطيب كما كانت مع الامام الكبير الشيخ محمد مهدي شمس الدين لسنوات وكما كانت مع الشيخ عبد الامير قبلان…
والله اعلم
الشراع
