السنديانة المركزيّة : بقلم الأديب الاستاذ/ صلاح النابلسي /
السنديانة المركزيّة :
المكتبة الثقافيّة :
الجيش والعيش :
الشُهرة والتشهير :
خالد نور الدين قاسم :
بقلمي / صلاح النابلسي /
مُعظمُ البلدات العكّاريّة تشتهرُ اليوم بفساد مجالسها البلديّة : هذه حقيقة مُوجعة : ولكنّها حقيقة ! وهذا حرمان فوقَ الحرمان السُلطوي المُتعمّد من زمان والذي كان يتبجّح بين الآونة والآونه انّه بصدد تعميم الإنماء المُتوازن وإنشاء صُندوق على غرار صُندوق بقصد التنمية المُستدامة !!!
كانَ الجيش فُسحة امل كبيرة للعكّاريّين تحديدًا فكأنّه إغترابٌ حقيقي : وللسفر وللإغتراب خمسُ فوائدٌ كما عدّدها الإمام علي كرّم الله وجهه ،
من خضمّ هذا الألم المجبول بالأمل إنفرَدت شخصيّة إستثنائية {خالد نور الدين قاسم } من سنديانة ريدان السنديانة المركزيّة الآن والتي أدّت قسطها الى العلى في جيشها الوطني مُستخلصَة العِبَر من الإبَر المُغرّزة في جسد هذا الوطن الغضّ منذُ نشأته ، وتعمّدت لأجل ذلك التفاعُل مع النفس ثقافيّاً علّها تجدُ ملاذَها الآمن : فآثرت إنجاز مكتبتَها مُبدعَةً في تجوالها في الأعالي والأقاصي من اجل زخرفتها شكلاً ومضمونًا ، والمكتبة حديقة النفس بل فستانها الجميل وبستانها المُترامي الاطراف والاعراف ،
الحقيقة التي يجب ان تُقال انّ هناك تقصيرًا فاضحًا من قادة الرأي والفكر والتنوير ومُؤسّسات المجتمع المدني في تبيان مآثر هذه الظاهرة الثقافيّة الحضاريّة الشماليّة ودائمًا نتحجّجُ بالظروف وللظروف كُفوف ( سياسيّة ) !
اليوم مكتبة السنديانة كالسنديانة كإسمها الأزلي : السنديانة المحبوكة الجذور كالأصول في تبرها وترابها والتي استطاعت تضليع دريبنا الاوسط وبفترة قياسيّة عندما برزت الى الواجهة الاوتوستراديّة واشرقت مَن على جبالها وهضابها ومرتفعاتها فإكتسحَت النظرة الى السهل واطلّت على النافذة البحرية للنفس مُتعمّدة ان تكون شاطئًا لسُفُن واشرعة ويُخوت المُثقّفين وغير المثقّفين عبر اعتمارهم هذا المِعلَم الثقافي الذي قلّ نظيره في التاريخ اللبناني الحديث !
فإذا كانت مكتبة المختارة ما تزال عامرة ومكتبة الأب جرّوس كالعروس : هناك اليوم في سنديانة العرب والمسلمين : مكتبة خالد نور الدين قاسم وصلّى الله وسلّم وبارك وانعَم على النبيّ الأمّي الرحمة المُهداة ابي القاسم القائل : ” اذا مات إبن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية او علم يُنتفعُ به اولدٌ صالحٌ يدعو له .”
لا نريد تغيير العالم ولا نستطيع ولكن كشح بعض الاطباق السميكة من الغيوم المُعتمَة باتَ ضرورة مُلحّة والتي تُوسِمُ عكار بأنّها : تفلح وتزرع وتتجنّد وتُنجّدُ فُرشَها ولُحفِها وتتطوّع وتؤدّي طاعاتها الانتخابيّة في مواسمها الاستحقاقية وتنام باكرًا : وفخرٌ وفخار ان تفلح وتزرع وتأكلُ اثمارها عفافًا وكفافا ، ومن انين هذه العناوين تخرجُ للعلن الإنساني مكتبتها مُجلبَبَةً بجلباب التواضع فلا دفوعات ولا مدفوعات لإرتيادها بل رساميل ابجدية اذا تمّ اتمامها تُحيل المَرء من عبد مملوك الى ملك حرّ ولو كان يقطن غرفة مربّعة ثلاثة بثلاثة !
احدى مجرّات عكّار الثقافيّة اليوم مكتبة السنديانة العامّة التي تضمّ اجنحتها فوق ما يتصوّره عقل ولطالما لجأنا الى دفاترنا واوراقنا العتيقة وما حبّرت اقلامنا في الزمن الغابر لنشُمّ رائحة عُمرنا الزاهي الذي يُحاكي الأريج كالحجيج الزاحف الى نيل مغفرة ربّه ،
ادعو نفسي والجميع الى ارتياد هذه المكتبة المِعلَم الثقافي والطوافّ بين درفها ورفوفها واروقتها وجواريرها وخزاناتها التي تختزن العِلم والسِلم الإنسانيْين ،
سلامٌ على القائل : ” العالم كلّه موطني والعائلة البشريّة عشيرتي .”
