المستقبل” يتجاوز “التيار ” و” القوات”؟
بالرغم من التحديد الاولي لموعد الانتخابات النيابية المقبلة فإن القوى السياسية لم تحسم بعد تحالفاتها، نظرا للفوضى السياسية والتحالفية التي تحكم علاقة الاحزاب والشخصيات ببعضها البعض منذ ١٧ تشرين ٢٠١٩ وما تلاها من تداعيات.
يضع تيار المستقبل الكثير من الاولويات في الانتخابات التي تأخذ طابعا مصيريا بالنسبة له، لعل اهمها الحفاظ على كتلة نيابية ذات طابع سني والحد من خسائره، ان كان على الصعيد النيابي وعدد اعضاء الكتلة او على الصعيد الشعبي ونسب التصويت.
لا يجد تيار المستقبل امكانية للاستمرار السياسي في حال لم يستطع الحد من خسائره، وهو يشدد على تكريس امر واقع بعد الانتخابات لا يسمح لاحد بتجاوزه، وهذا الامر مرتبط بالمخاطر الذي ادت اليها عملية اعتذار الرئيس سعد الحريري عن تشكيل الحكومة .
يرغب “المستقبل” بتحقيق إلتفاف حقيقي على الحزبين المسيحيين الاساسيين، القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، نظرا لخلافاته الجذرية معهما، وبالتالي فهو بحاجة لاثبات قدرته على خوض معارك انتخابية في الاقضية المشتركة وعلى تأمين تحالفات بمعزل عن القوى المسيحية التي حاولت تخطيه وعدم تسميته لرئاسة الحكومة.
من هنا يأتي التحالف مع تيار المردة التي يمهد المستقبل عبره للمعركة الرئاسية اذ يسعى الى تعزيز كتلة المردة النيابية عبر دعمه في اقضية مثل عكار وطرابلس وحتى دائرة الشمال المسيحية، الامر الذي سيؤدي الى خروج المستقبل من الانتخابات مع حليف مسيحي وازن..
اذا معركة المستقبل النيابية، سهلة نسبيا، بنظره على الاقل، في حين ان تركيزه اليوم هو على استحقاقات ما بعد النيابة، وهذا الامر سيتبلور اكثر خلال الاسابيع المقبلة بعد اطلاق الحملات الانتخابية وبدء التكتلات والاحزاب أخذ اتجاهاتها التحالفية وحتى السياسية.
