كتب الرئيس القاضي راشد طقوش معلقا على تصريح وزير الخارجية عبدالله بو حبيب

ماذا قال وزير الخارجية اللبناني
عبد الله بو حبيب بخصوص الأزمة مع السعودية ؟
يفترض بوزير الخارجية أن يكون دبلوماسيا ، بالمعنى التقني للكلمة ،
في تعامله مع الغير لأنه واجهة البلد الخارجية ، ويبدو أن وزير الخارجية اللبناني لم يتحل بالدبلوماسية عندما أراد حل الخلاف مع السعودية ، علما أنه كان سفيرا للبنان في الولايات المتحدة الأمريكية ، مما أدى إلى زيادة التوتر مع المملكة العربية السعودية وبعد أن كانت المشكلة مع الوزير قرداحي أصبحت مع هذا الأخير والوزير بو حبيب .
وقد نشرت صحيفة عكاظ السعودية ما قاله الوزير بو حبيب في تسجيل صوتي وقد أدلى بهذه التصريحات لمجموعة من الصحفيين على خلفية الأزمة مع السعودية واتهمت صحيفة عكاظ وزير الخارجية بأنه أظهر حقده على السعودية ودول الخليج وأوردت صحيفة عكاظ بعض ما قاله وزير الخارجية وقالت بأنه كان منفعلا وقال الوزير أيضا كما أوردته صحيفة عكاظ ” إذا كنا لا نستطيع أن نختلف لا أريد هكذا أخوة اليوم إذا أقالوا قرداحي ماذا سنحصد من السعودية ؟ لا شيئ …. سيطلبون أمورا أكثر ” وبحسب الصحيفة فإن بو حبيب خفف من أهمية الدعم المالي الخليجي وقلل من شأن دول الخليج وتعدى على سيادتها وأطلق إتهامات لا مسؤولة تجاه المملكة على نحو يعكس توجهات نظام بلاده السياسي أما الوزير عبد الله بوحبيب فقد قال بأنه كان من المقرر أن يجتمع مع الصحفيين قبل نشوء الأزمة مع السعودية والهدف منه فتح باب الحوار مع السعودية وأضاف بأن الصحيفة السعودية نشرت تسريبات مجتزأة ومغلوطة .
قبل التعليق على كلام وزير الخارجية اللبناني لا بد من إبداء ملاحظة حول صفات الدبلوماسي ، من أهم صفات الدبلوماسي أن يتحلى بالحكمة وضبط النفس ولا ينفعل لأن الانفعال يزيد الخلافات مع الدول في حين أن المطلوب من الدبلوماسي حل الخلافات .
وزير الخارجية كان سفيرا للبنان في
واشنطن وينبغي أن تتوفر فيه صفات الدبلوماسي ،
فهل توفرت هذه الصفات بالوزير
بو حبيب ؟
للأسف يا معالي الوزير تصريحاتك لا تدل على أنك عالجت الأزمة مع السعودية بالحكمة وكنت منفعلا كما قالت صحيفة عكاظ السعودية ، قلت بأن الهدف من كلامك فتح باب الحوار مع السعودية وإصلاح العلاقات معها ، كيف تريد يا معالي الوزير أن تفتح باب الحوار مع السعودية لإصلاح العلاقات معها وأنت أظهرت في اللقاء مع الصحفيين حقدك على السعودية ودول الخليج ؟
كيف تريد إصلاح العلاقات مع السعودية وأنت قلت إذا كنا لا نستطيع أن نختلف لا أريد هكذا أخوة .
ما هذه المعادلة يا وزير الدبلوماسية لا أخوة إلا بوجود الإختلاف ، صحيح أن الأخوة يختلفون أحيانا ولكن لا يطعنون بعضهم بالظهر ،
خلافات الأخوة لا تقوم على الإهانة والإبتزاز ،
إتهمت السعودية بالإبتزاز عندما قلت إذا أقلنا قرداحي سيطلبون أمورا أكثر في حين أن تصريحاتك تدل على أنك أنت من مارس الإبتزاز عندما قلت إذا أقالوا قرداحي ماذا سنحصد من السعودية لا شيئ …. المشكلة مع السعودية بدأت بتصريح وزير لبناني ، ولو كان ذلك قبل أن يصبح وزيرا ، وتريدون أن تحصدوا منها ، ما هكذا يكون التعامل بين الأخوة .
للأسف يا معالي الوزير كلامك زاد الأزمة مع السعودية سوءا ، يا ليتك لم تتكلم لأن السكوت في هذه الحالة من ذهب .
ووفقا لصحيفة عكاظ فإنك خففت من أهمية الدعم المالي الخليجي إلى لبنان على ” قصر النظر ” لأن الدعم السعودي والخليجي لا يقتصر على المال بل يتعداه إلى أمور أخرى كثيرة ، هل نسيت الجالية اللبنانية التي تعمل في السعودية والخليج وما ترسله شهريا من عملات أجنبية لذويها في لبنان هل نسيت المنتوجات الزراعية والصناعية التي يصدرها لبنان إلى دول الخليج والتي توقفت بعد تصريح قرداحي وأدت إلى خسائر فادحة في القطاعين الزراعي والصناعي .
إن إختيارك لمنصب وزير الخارجية لم يكن موفقا لأنك لا تتمتع بالحكمة والدبلوماسية الواجب توفرها في وزير الخارجية ،
ولكن هذه هي بضاعة تيارك وهذا هو أفضل الموجود عنده .
كلمة أخيرة ، صحيح أن الأزمة مع السعودية هي أبعد من تصريح وزير ولكن إقالة الوزير أو إستقالته يمكن أن تخفف من الأزمة مع السعودية ودول الخليج ويمكن أن تفتح باب الإتصالات مع هذه الدول .
راشد طقوش.