افتتاح الموسم الثقافي في المركز الثقافي الإسلامي برعاية مفتي الجمهورية د. عبد اللطيف دريان و حضور نخبة من اهل الفقه و الشريعة و القانون و الشأن العام

افتتح المركز الثقافي الإسلامي، صباح يوم السبت ١٣ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٢١، موسمه الثقافي ٢٠٢١-٢٠٢٢، في حفل جرى في القاعة الكبرى للمحاضرات في مقر المركز في بيروت؛ برعاية سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية، الدكتور الشيخ عبد اللطيف دريان، ممثلاً بالدكتور الشيخ زهير الكبي.

حضر الاحتفال نخبة من أهل الثقافة والرأي في لبنان، بمشاركة كريمة من سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز، الدكتور الشيخ سامي أبي المنى، ممثلاً بالقاضي الشيخ سامي عبد الخالق؛ وتمثل سماحة العلامة السيد على الأمين، بنجله الشيخ حسن الأمين؛ كما شارك في الحضور سعادة الرئيس السابق للمجلس البلدي لمدينة بيروت، الدكتور بلال حمد.

افتتح الاحتفال، رئيس المركز الثقافي الإسلامي، الدكتور وجيه فانوس، مرحباً “بهذا الحشد النوعي الذي تجتمع فيه نخب من أهل الفكر والثقافة في لبنان؛ على تنوع أديانهم وتعدد مذاهبهم ومختلف مناطقهم”. ورأى أن في تلاقي هذه المجموعات من أهل الفكر والثقافة والوطنية، في رحاب المركز الثقافي الإسلامي، ما يؤكد نجاح خطة المركز في التزامه الآفاق السمحة للثقافة الإسلامية والعمل الأكيد في مجالات تعزيز الوحدة الوطنية بين جميع اللبنانيين؛ بعيداً عن الأهواء الآنية للعمل السياسي وتقلباته”. وقد بين الدكتور فانوس، الصعوبات التي واجهها المركز في السنتين الماضيتين، وخاصة ما ارتبط منها بظروف الوضعين الصحي والأمني العامين في البلد، وما برح يرافق هذين الوضعين من تدهور مالي واقتصادي؛ مشيراً إلى انتصار المركز على كثير من هذه الصعوبات، بإصراره على متابعة رسالته الثقافية الوطنية؛ وخاصة من خلال نشاطات المنصة الإلكترونية، التي جرى استحداثها فيه، والتي استقطبت مئات من المشاركات الثقافية والوطنية من عديد من أهل الفكر والرأي في لبنان. وقد أشار الدكتور فانوس أن المركز أصدر مجموعة من المنشورات الإلكترونية؛ من أبرزها، كتابه السنوي الرابع عشر.

جرى بعد ذلك تقديم المحاضرة الأولى في هذا الموسم، وموضوعها “دار الفتوى، حضور تاريخي ووطني في لبنان”؛ ألقاها صاحب الفضيلة القاضي الشَّيخ خلدون عريمط، وقدمه فيها، منسق لجنة التواصل والإعلام في المركز، فضيلة الشيخ بلال الملا.

تناول فضيلة القاضي عريمط في محاضرته هذه، عدة أمور منها مفهوم الفتوى في الفكر الإسلامي، ومحطات من تاريخه العام، منذ العصر النبوي؛ كما بين تاريخ الفتوى في لبنان، والاهتمام الذي أبدته الخلافة الإسلامية، منذ العهد الراشدي، بتسمية المفتين في بيروت، نظراً إلى أهمية المدينة وما تمثله. انتقل القاضي عريمط، تالياً، إلى عرض لبعض المحطات الأساس من التاريخ الحديث والمعاصر لدار الفتوى، ذاكراً بعض أبرز المفتين ومبيناً لمجالات من اهتماتهم؛ وقد توقف سماحة القاضي عريمط، ملياً، عند ذكر كل من أصحاب السماحة المفتين، الشيخ مصطفى نجا والشيخ محمد توفيق خالد والشيخ محمد علايا والشيخ الشهيد حسن خالد والشيخ محمد رشيد قباني، وصولاً إلى سماحة المفتي الحالي، الدكتور الشيخ عبد اللطيف دريان. وأوضح سماحة القاضي عريمط ما تقوم به دار الفتوى، راهناً، من متابعة حثيثة لاهتمامات دينية واجتماعية ووطنية في آن؛ مؤكداً حرص الدار على القيام بهذه المهام، ومبيناً أهمية التفاعل الثقافي والفكري الوطنيين، من جميع اللبنانيين، مع هذه المهام.

تلا المحاضرة، حوارات ونقاشات مستفيضة، بين الحضور، تطرقت إلى تأكيد أهمية الدور الوطني الأساس المرجو دينياً ووطنيا من دار الفتوى؛ كما أظهر الحضور ثقتهم القوية بما يقوم به المركز الثقافي الإسلامي، برئاسة الدكتور وجيه فانوس، بأن يكون الذراع الثقافية الوطنية لدار الفتوى؛ وهذه هي الصفة التي طالما ركز عليها سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية، الدكتور الشيخ عبد اللطيف دريان، في أحاديثه عن المركز ومساعيه إلى دعمه وتعزيز وجوده.