الخدمات الاعلامية

هكذا تمّ جمع الرئيسين عون وبري!… غسان ريفي

شكل عيد الاستقلال الـ78 مناسبة جمعت بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، حيث فتحت ثغرة في جدار الأزمة السياسية يمكن الاستفادة منها للدخول الى حلول ومعالجات تساهم في إنتظام عمل مؤسسات الدولة، خصوصا أن لقاء عون وبري الذي عمل ميقاتي على إتمامه من ألفه الى يائه، كسر قطيعة كانت قائمة بين بعبدا وعين التينة، ومحصنة بكثير من المواقف السياسية التصعيدية.

أدرك الرئيس ميقاتي أن هذه القطيعة بين المؤسستين الدستوريتين الأولى والثانية من شأنها أن تطيح بما تبقى من صورة الدولة، وأن تهدد إستحقاقات سياسية وإنتخابية، وأن تنعكس سلبا على حكومته التي يعمل على خط إعادة تفعيلها لاتمام المهمة الانقاذية التي جاءت من أجلها وإنجاز بعض الملفات التي يتابعها عدد من الوزراء في لقاءات ثنائية وجماعية مع رئيس الحكومة تُعقد في السراي الحكومي كبديل مؤقت عن إجتماعات الحكومة ككل.

لذلك، فإن الرئيس ميقاتي وضع نصب عينيه جمع الرئيسين عون وبري لكسر القطيعة القائمة ومحاولة رأب الصدع بينهما، وضرب موعدا لذلك في عيد الاستقلال الذي تتنامى فيه المشاعر الوطنية ما يساعد على تقريب وجهات النظر لانقاذ لبنان وإخراج اللبنانيين من الأزمات والمعاناة التي يتخبطون بها.

وبحسب المعلومات، فإن ميقاتي فاتح بري بالأمر في اللقاء الأخير الذي جمعهما، مشددا على أن الوضع لا يحتمل مزيدا من التوترات السياسية، وأن القطيعة القائمة بين الرئاستين سيكون لها تداعيات كارثية على البلد ككل، فوافق الرئيس بري لكنه سأل عن الموعد والآلية، فاقترح ميقاتي عيد الاستقلال.

وتضيف المعلومات أن ميقاتي عرض الأمر أيضا على عون الذي وافق من دون تردد، ووجد أن عيد الاستقلال هو الأنسب للقاء الرؤساء الثلاثة في قصر بعبدا على فنجان قهوة.

وبالفعل مع إنتهاء العرض العسكري الرمزي الذي أقيم أمس في وزارة الدفاع، دعا الرئيس عون الرئيسين بري وميقاتي للانتقال الى قصر بعبدا لعقد لقاء مشترك، فوافقا، وإقترح ميقاتي أن يكون الانتقال في سيارة واحدة تابعة لرئاسة الجمهورية حيث عقد لقاء أولي في السيارة، ومن ثم لقاء ثان دام نحو 25 دقيقة في قصر بعبدا.

وتؤكد المعلومات أن اللقاء كسر الجليد المتراكم بين عون وبري في بدايته، وأن ميقاتي عمل خلاله على ترطيب الأجواء بينهما وصولا الى غسل القلوب، حيث كانت الأجواء إيجابية لا سيما لجهة تقارب وجهات النظر حول ضرورة حل المسائل العالقة وتفعيل عمل الحكومة التي أمامها مهمات كثيرة وصعبة تحتاج الى تضافر الجهود والى توافق سياسي لانجازها.

تشير مصادر سياسية مطلعة الى أن لقاء كسر القطيعة بين عون وبري من المفترض أن يدعم توجه ميقاتي لدعوة مجلس الوزراء الى الانعقاد، لافتة الانتباه الى أن إستئناف إجتماعات الحكومة قد يكون في الأيام الأولى من شهر كانون الأول المقبل، وذلك بعد عودة ميقاتي من الفاتيكان وعون من قطر، وأنه خلال تلك الفترة ستبقى الاتصالات مفتوحة بين كل الأطراف المعنية لتذليل ما تبقى من عراقيل وعقبات لتأمين إنطلاقة آمنة ومستمرة لحكومة “معا للانقاذ”.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى