الخدمات الاعلامية

رفيق الحريري في عيد ميلاده/ بقلم حسن صبرا/الشراع

الشراع 1 تشرين ثاني 2022

الرجل الذي لم يبق في الكون ،سياسي او اعلامي ،او من هو مهتم بالشأن العام ، إلا وسمع عنه واعجب به وتمنى لقاءه …

هذا الرجل واسمه رفيق الحريري كان وجهه ينطق بالبشر وتلمع عيناه فرحاً وهو يحدثك عن بيروت التي ستتلألأ عندما تكتمل المشاريع الذي اعدها لها.

كانت احدى متع رفيق الحريري الصباحية، وقبل ان يتوجه الى السرايا الحكومي ، هي ان يصطحب من يحب ، او احد وزرائه لتفقد ورشة عمل في مدار بيروت الكبرى ، من دون موعد او ترتيب ، بل هو كثيراً ما فاجأ المهندسين ، كي يطلع على تقدم ما حصل بعد زيارة سابقة له الى الموقع .

في احدى محاضراته المنظمة في جبل لبنان تحدث الحريري عن امور السياسة والاقتصاد والعلاقات العربية والدولية..

ومر سريعاً على شؤون المشاريع الداخلية ، وكان منها مشروع تسهيل مرور السيارات بين نفق نهر الكلب ،الى كازينو لبنان المزدحم دوماً ،وهو طريق اساسي لسكان الشمال وجبل لبنان…

وانهالت الاسئلة من الحضور على هذا الموضوع ،ومشاريع اخرى.

انتهت المحاضرة وعدنا الى داره في قريطم ، واحطنا به كالعادة لنقيم اللقاء الواسع مع الناس وتركيز الاسئلة على المشاريع ..

بعد عدة ايام رافقته بسيارته وهو يقودها بنفسه كالعادة ، لأقول له رأيى في طريق نهر الكلب ..

وهو:

دولة الرئيس ، الرئيس فؤاد شهاب وهو من هو أنجز مشروع طريق نفي نهر الكلب توسعة  كبيرة في وقتها ، ونقل الاهتمام من الطريق البحري اليه ، وخلص الناس من زحمة المرور عليه ، لكن هذا الرجل الكبير ،لم يسلم من اهل جونية وتجارها ،الذين حملوه مسؤولية الاضرار التي لحقت بمصالحهم ، نتيجة انصراف السائقين عن سلوك الطريق القديم ، واعتماد الطريق الجديد يومها ، وارجو من دولتك ان تتنبه الى هذا الامر وانت تفكر بتوسعة جديدة ( منعت المزايدات التي كانت رأسمال السياسيين والمعادين للرجل والتعصب من جانب البعض من طرح موضوع التوسعة )

رد الحريري يومها على تنبيهي بقوله :

حسن.. انت وانا نعتبر ان اهم انجازات عبد الناصر هو السد العالي.. مش هيك؟

قلت صحيح ، فأضاف ومع هذا ما زال السد عرضة للانتقاد من خصومه ،لكن السد قام والمصريين استفادوا منه وهو مسجل باسم عبد الناصر .

كان مشروع تطوير السوق التجاري في بيروت في ذروة عمله ، لينتقل الى الحديث عنه ، وهو انجاز كان كثير الاهتمام به ، والاعتزاز بإنجازه ، وكثيراً ما اصطحب احفاده  في جولة في شوارع الوسط التجاري ، ليرسخ في اذهانهم انجاز جدهم .

ولم يخل هذا الانجاز من نقد بل تهجم وتطاول لما ينته .

دعك من أي نقاش سياسي مع رفيق الحريري ، الذي لا يرفض اي رأي مهما كان ، حتى لو لم يوافق عليه ، وخذ وقتك في نقاش لمشروع من مشاريعه ، تجده متحمساً للحوار كمهندس يحاور متعهداً او كعامل يجيب على اسئلة مقاول
رفيق الحريري كان محباً للحياة ، عاشقاً للسياسة ، ملكاً في العلاقات العربية والدولية ، ربما لا تجد منافساً له في كثرة الاسفار ، ولم يمر في لبنان زعيم بقيمته الشعبية والسياسية ،.. كل هذا صحيح ، لكن الأهم ان صفة رجل الإعمار تغلبت على كل ما عداها ، ونعتقد ان هذا كان يسعده كثيراً

حسن صبرا

مجلة الشراع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى