تعرف على مدينتي

مطاحن القمح على نهر ابو علي

مطاحن القمح على نهر ابو علي

يشكل مجتمع النهر في طرابلس النواة الأولى لمدينة طرابلس الداخلية وهو قد تعرض منذ مطلع ستينات القرن العشرين لتغيير شامل وعميق تناول معالمه وأسسه ووجوده الديموغرافي.
ولا يتعلق الأمر هنا بتناول النهر ككارت بوستال سياحي قديم أو البكاء على اطلاله وذكراه وانما يطمح البحث إلى محاولة تحديد نظام التفاعل الايكولوجي الإنساني المحلي وما قد يكشف عنه ضمن مدى زمني يتوقف عند مفصل حاسم هو قيام ما عرف «بمشروع النهر» في منتصف الستينات.
و مع الزمن وبالنسبة لطرابلس فقد عرف بمجتمع النهر نظام الطواحين المائية، واستخدمه بامتياز وتوسع. ففي القرن السابع عشر، كان يوجد خمس مطاحن وهي: سندمر والسلطان والمنصورية والجديد والدرويشية. ولقد تضاعفت مع الأيام حتى بلغت الثماني مطاحن في الخمسينات وهي:
1- الطاحونة الجديدة إلى أقصى الجهة اليمنى الشرقية من النهر.
2- المنصورية وهي الجهة اليسرى مقابل مبنى المولوية.
3- الجغل الصغير وتدعى أيضاً طاحونة حرب إلى الجهة اليمنى الشرقية من النهر في محلة البحصة حيث جرى تفريع لجدول من المياه يدير أيضاً.
4- طاحونة الدرويشية في هذه المنطقة.
5- الجغل الكبير وهي تقع في مجرى النهر الرئيسي وتتصل بالضفة اليمنى.
6- سلطان إلى الضفة اليسرى قرب جامع البرطاسي.
7- المسلخ في الجهة اليمنى بعد جسر اللحامين وفي المحلة المعروفة بهذا الاسم.
8- سنبل وتقع بعد ملتقى النهرين في محلة التبانة.
وفي نفس الوقت، فإن المطاحن كانت تقوم بوظيفة موازية هي عصر الزيتون – أثناء مواسمه – وبالإيجار المؤقت لبعض العائلات التي تخصصت بهذه المهنة تجارياً: عدرة، وعويضة.
وعرفت طرابلس في القرن 17 معصرة خاصة بعصر السيرج في محلة الجسرين أي زيت السمسم وهو أستعمل للإضاءة ودهن الأجسام لبعض الأمراض وللطحينة وحلاوة الطحينة.. أي المزيد من التوسع في الحلويات والتركيز في الطعام المطبوخ.
لكن آخر الخمسينات، تأسست على التوالي ثلاث مطاحن تعمل بالطاقة الكهربائية هي مطحنة عزالدين في الميناء ومطحنة النهرين في التبانة ومطحنة شاهين في البحصاص، مما أثر كثيراً على عمل المطاحن المائية بحيث أنحصر عند قيام مشروع النهر بطحن الذرة فقط. وفيما بعد توقف عمل المطاحن الكهربائية في طرابلس لدى إنشاء المطاحن الكبرى في بيروت.
كانت طواحين طرابلس تعمل على مدار السنة – ما عدا أواخر الصيف – بسبب شح المياه وبعد ايام الشتاء الغزير. والعمل كان يجري ليلاً ونهاراً وحتى اثناء الأعياد لتلبية الطلب المتزايد على الطحين. ومن حين لآخر كان يتم تغيير حجر الرحى عندما يبرى «لتسنينه» بالنقر عليه وخاصة في الليل مما كان يصدر «أصواتاً ناعمة خفيفة موسيقية يغفو على وقعها الأطفال في البيوت المجاورة للمطاحن».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Here you can just take everything you need for efficient promotion and get the job done well. o’tishingiz Surprisingly, this is not the same as the circumstance with Mostbet. agar o’yinchi MostBet in Bangladesh offers a plethora of pre-match picks in over 20 different sports. o’yin boshlanishidan oldin This means you may use the mobile version to safely make deposits and withdrawals. dasturi