الخدمات الاعلامية

رفيق الحريري قبل اغتياله/ الشراع

رفيق الحريري قبل اغتياله
الشراع 13 شباط 2022

طلب الرئيس رفيق الحريرى من الصديقين علي اسماعيل وجميل ابراهيم ان يلتقيهما في داره لامر هام فتوجه رئيس جمعية التخصص العلمي ونائبه اللذان كانا على تواصل مع رئيس الحكومة السابق الى قريطم مساء الخميس في 10 شباط / فبراير 2005 ليبلغهما ان لديه رسالة هامة يريد ان يوصلها الى صديقهما ابو مصطفى (نبيه بري الذي كان ممثلاً للجمعية لدى وزارة الداخلية عندما كان اسمها الجمعية الشيعية للتخصص العلمي) والذي كانت علاقته به  تمر بمرحلة جفاء.. لذا وهو الذي يعرف متانة العلاقة بينهم فإنه يطلب منهما ابلاغه ان يبعث الى بشار الاسد ان رفيق الحريرى لو حصل في الانتخابات المقبلة ( في ربيع ذلك العام 2005  ) على مئة مقعد فإنه لن يشكل اي حكومة لا يوافق عليها بشار الاسد!

ننتقل الى مصدر آخر لا يريد ان يذكر اسمه لنتابع ما حمله من بري الى الاسد الذي ما ان سمع رسالة الحريري عبر مبعوث بري حتى انفعل وصرخ: وهل يظن هذا ال:::: انه هو من سيقرر حجمه النيابي وهو من سيقرر متى تجري الانتخابات ؟

الواقعة الثانية جاءت على لسان شخصية عربية كانت على صداقة متينة مع الرئيس الحريري وقد كلفه ان يذهب الى دمشق لمقابلة الاسد لينقل له ان الحريري لا علاقة له بإصدار مجلس الامن الدولي القرار 1559 الذي يطالب بإخراج الجيش السوري من لبنان… توجهت الشخصية العربية الى العاصمة السورية والتقت رئيس جهاز الامن العسكري صهر بشار اللواء آصف شوكت المعين حديثاً بما اقلق الحريري شخصياً لمعرفته بأن آصف شوكت لا يحبه وهو الذي رتب اللقاء بين الرجلين واوصله بسيارته التي كان آصف  يقودها بنفسه الى القصر الجمهوري ونقل له هواجس الحريري من ردود الفعل التي تتواتر عن تحميله في دمشق وعلى اعلى المستويات مسؤولية اصدار القرار الدولي 1559
… بعد انتهاء اللقاء واثناء عودة هذه الشخصية مع اللواء شوكت ( لن ننقل ماذا وصف آصف شوكت شقيق زوجه بشرى ورئيس الدولة بشار ) كانت هذه الشخصية العربية مرتاحة كثيراً لما سمعته من رئيس سورية قائلًا لصهر الرئيس:

الآن استطيع ان اطمئن الرئيس الحريري الذي يعيش حالة قلق مما يسمعه من معلومات على اعلى المستويات بأن حياته في خطر وان عليه ان يغادر لبنان وكان الحريري يردد :من هو هذا المجنون الذي يفكر بقتل رفيق الحريرى؟

وفي بعض الاحيان كان جوابه : مجنون هذا الذي يريد قتلي … فأنا لدي ضمانات دولية وقد تبلغها الجميع …
وعن نائب ألرئيس السوري عبد الحليم خدام انه اثناء استقباله النائب اللبناني محسن دلول ( ابنه نزار متزوج من ابنة نازك الحريري جمانة) طلب منه ابلاغ الحريري ان عليه مغادرة لبنان لأن خدام سمع اثناء اجتماع القيادة القطرية لحزب البعث كلاماً غاضباً من بشار  ضد الحريري بأنه يتآمر على سورية… وعندما كان خدام يتابع نشاطات الحريري في بيروت كان يقلق لأنه يرى ان الحريري لا يستمع إلى النصائح بالمغادرة … فجاء الى لبنان بحجة اجراء فحوصات طبية في مستشفى الجامعة الاميركية في بيروت وبعدها زار الحريري ليشدد على ما ابلغه الى دلول لينقله الى الحريري … لم يأبه الرئيس اللبناني لتحذيرات خدام الذي اصر  عليه بمغادرة لبنان الى فرنسا حيث يستطيع ان يتابع امور لبنان من هناك وهو قريب من صديقه الرئيس جاك شيراك … وكان عناد الحريري على اشده وهو يتمسك بعبارة ان لديه ضمانات دولية ولا يجرؤ اي كان على الاقتراب منه وان لديه اهم جهاز حراسة في العالم ( يقصد الاجهزة التي تحمي سيارته من داخلها وخارجها ) وتحت الحاح ابو جمال عليه بالمغادرة قال الحريري لضيفه الصديق القريب جداًمنه : شوف ابو جمال انا عندي انتخابات مهمة كتير بعد كم شهر وسأحصل فيها على اغلبية كبيرة وسأشكل فيها حكومة تمشي مع مشروعي.. خليني خلصها ولكل حادث حديث..

عن النقيب عوني الكعكي

وقد سمعت من النقيب عوني الكعكي ان الرئيس الحريري كان حريصاً على العلاقة مع شقيق بشار ماهر الاسد وكان الكعكي على صداقة معه فطلب منه تعزيز العلاقة وطمأنته عن سياسة الحريري … وكان الكعكي آخر شخصية لبنانية نقلت تطمينات من ماهر الاسد الى الحريري …
غير ان كل الضمانات الدولية والتحصينات الامنية والرسائل المتنقلة بين بيروت ودمشق لم تمنع اغتيال الرجل الذي كانت احجامه سبباً اساسياً لإغتياله
الشراع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى