مقالات خاصة

كيف بمقدور المواطن أن يقتنع بأن عليه أن يصبر أكثر؟!/ بقلم فضيلة الشيخ مظهر الحموي

 

نعم ، نحن نفهم مبررات الزيادات الأخيرة التي جاءت في موازنة العام ٢٠٢٢ ونقدر للمسؤولين وخبراء المال والإقتصاد في بلدنا إهتمامهم وحرصهم لخروج لبنان من محنته الإقتصادية .
ولا نعارض أي تدابير تتخذ لتحقيق التقشف ومنع الهدر ومكافحة الفساد ومعاقبة سارقي أموال الشعب .
ولا ننتقص من أهمية أي مقترحات ومقررات تهدف الى تعزيز الدخل الوطني وإنحسار العجز الذي يعانيه لبنان.
ولكن المواطنين الذين تفهموا هذا الوضع وحيثيات هذه الزيادات لا زالوا ينتظرون مبادرات من نوع آخر تلتفت الى الإهتمام بأوضاعهم المعيشية ، وأحوالهم الإقتصادية ولوضع حد لهذا الإنهيار الذي طاول الجميع وللأحوال المأسوية التي يعيشونها.
فالأزمات المتعددة في تزايد ولم تعد تخفى على أحد ، ولا يجوز التغاضي عنها وتأجيل حلولها ، إذ لم يعد بإستطاعة أحد أن ينتظر أو يمني النفس بتغيير الحال بدون أن يرى بارقة أمل تلوح في الأفق .
وكيف بمقدور المواطن اللبناني أن يقتنع أن عليه أن يصبر أكثر ، وأن يرضى بالزيادات التي أقرتها موازنه العام ٢٠٢٢ وهو لايلمس أي تقدم أو تحسن في الوضع العام.
بل على العكس ، فالصورة تزداد ضبابية ومشاعر القلق تنتاب ما تبقى من الطبقة المتوسطة ، وطبعا الفقيرة والمعدمة ، وحالات الشلل التجاري لسان حال المشهد اليومي في المدن والقرى.
مؤسسات عدة صرفت عمالها والإستغناء عن خدماتهم ، وشباب متحفزون للهجرة لأنهم حرموا من فرص العمل وأحسوا بأنهم غرباء في وطنهم لبنان .
وفقدان الدواء وعدم إيجاد الرعاية الصحية التي تحمي كرامة اللبناني من الذل والمهانة على أبواب المستشفيات.
وسجلات المخافر والمحاكم والنيابة العامة حافلة بدعاوى الإفلاس والشيكات المرتجعة بلا رصيد والسندات غير المسددة.
ألا ينبغي أن يهبط المسؤولون درجة ويستنفروا كما استنفروا لإنجاز الموازنة الأخيرة  ليتلمسوا مطالب الناس وشكواهم وهمومهم وآلامهم ويبدأوا في علاجها قبل إستفحال الأمر أكثر ووقوع الكارثة الكبرى.
إنها رسالة ، بل صدى مشاعر الناس وهمومهم التي لم تعد تخفى على أحد من المسؤولين.
نقولها لأنه لا خير فينا إن لم نقلها لكم.. ولا خير فيكم إن لم تسمعوها .
نقولها ونحذر من إستمرارها ، ونحث على إيجاد الحلول الناجعة لها.
فالفرصة لم تفت بعد ، وبإستطاعتنا جميعا مسؤولين وهيئات إقتصادية ، ونقابات ، وجمعيات ووسائل إعلام ومواطنين أن نتداعى لطرح المشكلات الحيوية على بساط البحث الجاد ، وأن لا نخجل من قراءة واقعنا ..
المهم ان تكون هناك رغبة أكيدة لدى القيمين لكي يتحقق للمواطن أمنه وإطمئنانه وسعادته مصداقا للحديث الشريف الذي يفيد التذكير به (من أصبح منكم آمنا في سربه،  معافى في جسده، عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها).
مع أملنا أن يكون ذلك قريبا اللهم آمين
*أخوكم الشيخ مظهر الحموي*

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى