مخرج إسرائيلي يسلط الضوء على مجزرة بحق الفلسطينيين أحمد حازم/القدس المحتلة/الشراع

الشراع 6 شباط 2022

المخرج يهودي يدعى ألون شفارتس والمجزرة حدثت عام 1948 في قرية “الطنطورة” الساحلية الواقعة بالقرب من مدينة حيفا الفلسطينية، والفيلم الوثائقي يحمل اسم القرية “الطنطورة”، الذي يعرض فيه المخرج أحداث جريمة قتل جماعي ضد الفلسطينيين في قرية الطنطورة العربية عام 1948. فما هي خلفية هذا الفيلم وكيف ظهر إلى العلن.
الباحث الإسرائيلي تيدي كاتس، قدم قي اواخر التسعينات رسالة ماجستير إلى جامعة حيفا، يتحدث فيها الباحث عن أحداث المجزرة التي ارتكبها الجنود الصهاينة التابعين إلى لواء “ألكسندروني” في جيش الاحتلال عام 1948. وقد اعتمد  الباحث في عمله على  140 ساعة من المقابلات التي أجراها مع 135 شاهداً من اليهود والعرب على الحدث.
يقول المخرج ألون شفارتس الذي عرض فيلمه الوثائقي “الطنطورة” لأول مرة في العالم هذا الشهر في مهرجان “صندانس” للأفلام وبكل صراحة: إن  عمليات قتل واسعة النطاق عاشها سكان القرية. حتى أن  شفارتس صرح لوسائل اعلام عبرية بأنه على قناعة بأن الجنود الإسرائيليين قتلوا ما بين 200-250 رجلاً من سكان الطنطورة.
الفيلم يتضمن وثائق تم الحصول عليها من أرشيف جيش الإحتلال الإسرائيلي والخرائط الجوية التاريخية التي تم تحليلها من قبل الخبراء، بما في ذلك  شهادات جنود من تلك الفترة لا يرغبون في الكشف عن هويتهم، واعترفوا بارتكاب جرائم القتل (إن لم يقوموا بالقتل بأنفسهم، قام به زملائهم الجنود) علماً بأن جيش الاحتلال  رفض التعليق على الفيلم  وعلى المجزرة، حسب وسائل إعلام عبرية.

ويعتقد المخرج شفارتز، بأن الوقت قد حان لتسليط الضوء على التاريخ الصعب المتعلق بتأسيس الكيان الصهيوني مهما كان مؤلماً. والفيلم بشكل عام يظهر التطهير العرقي وتهجير الآلاف من الفلسطينيين كعملية ضرورية لإقامة دولة يهودية.                                                                                                                                                                           ويرى المخرج أنه بالنسبة للعديد من الإسرائيليين سيكون من الصعب عليهم مشاهدة فيلمه، لما يتضمنه من حقائق، لأن الأمر عندما يتعلق  بالنكبة، فإن الغالبية من الإسرائيليين اليساريين إما لا تعرف، أو لا تريد التحدث عنها، بمعنى إنهم لا يريدون التعامل معها.
ويبدو واضحاً أن المخرج شفارتس أقدم على عمله من أجل توجيه رسالة للإسرائيليين مفادها:” علينا أن ندرك الحقيقة لأنها مهمة في عالم ما بعد الحقيقة الذي نعيشه والحقيقة ستزيل الثقب الأسود الذي كان معنا منذ 74 عاما ولم نواجهه.