متفرقات

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أل بي سي آي”

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أل بي سي آي”

كاد قرار تسعير بطاقات سفر “الميدل إيست” بالدولار، يحدث حركة إحتجاجية شبيهة بما حدث بعد قرار الدولارات الستة على ال”واتساب”، لكن تدارك رئيس الحكومة حسان دياب أطفأ الحركة الإحتجاجية بعدما قرعت أبواب المطار. وإذا كان قرار “الميدل إيست” بخلفيات اقتصادية، فإن إلغاءه جاء بخلفيات غير اقتصادية لاستيعاب الشارع، على أن يبحث الموضوع لاحقا.

ما حدث اليوم بالنسبة إلى قضية بطاقات “الميدل إيست”، هو عينة من قضايا ستنفجر تباعا: فالوقت يضيق والمصاعب تتراكم والمعالجات النقدية، سواء من الداخل أو من الخارج، ليست معزولة عن السياسة وموازين القوى.

وبصورة أوضح: لبنان بقدرته الذاتية لم يعد قادرا على معالجة معضلته المالية، الدول ليست جمعيات خيرية، وهي أصلا لم تعد تثق بالإدارة السياسية للبلد، وعدم الثقة يجعلها تنكفئ عن المساعدة. المؤسسات المالية الدولية، ولاسيما صندوق النقد الدولي، لا يتحرك من تلقاء نفسه، وهو إن تحرك فلديه شروطه، ولبنان ليس موحدا على الموافقة على هذه الشروط.

إذا نحن في قلب الدوامة، والكرة في ملعبنا لا في شباك صندوق النقد الدولي أو الدول الفاعلة والمؤثرة، وإذا بقيت السلطات المعنية والقوى الفاعلة “تتغنج” وتحاول كسب المزيد من الوقت، فستكتشف، ولو بعد سقوط الهيكل، أن لبنان ليس في موقع فرض الشروط: فهو الذي ينوء تحت عبء المئة مليار دولار دينا، وهو الذي ضرب اقتصاده، تجارة وصناعة وزراعة وسياحة، ومصانعه ومؤسساته تقفل، وهو الذي تتخم إداراته الرسمية ومؤسساته العامة بجيوش الموظفين، تنفيعا، وهو الذي ينخر الفساد معظم مؤسساته من دون أن يكون هناك موقوفون بحجم هذا الفساد.

لبنان هو كل هذه السيئات مجتمعة، ويتدلل على العالم وعلى مؤسساته، وكأن هذا العالم ملزم بالمساعدة.

الأسبوع الطالع مفصلي: ماذا ستقرر الحكومة بالنسبة إلى “اليوروبوندز”؟، من أين ستبدأ الحكومة في معالجة سائر الملفات؟، ماذا سيحقق وفد صندوق النقد الدولي في اجتماعاته في بيروت؟، ما هي خريطة طريق الحراك بعد الواقع الجديد الذي تمثل بنيل الحكومة الثقة والمباشرة بالعمل؟. الجميع يكاد يلتقي عند نقطة أن أحدا لا يملك خططا للمعالجة.

الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله، اكتفى بوصفة “إعطاء مهلة زمنية معقولة للحكومة، لتمنع الإنهيار وتمنع السقوط وتمنع الإفلاس”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى