الخدمات الاعلامية

راح ابو سلة واتت الفكرة / بقلم حسـن صبرا / الشراع 5 حزيران 2022

راح ابو سلة واتت الفكرة / بقلم حسـن صبرا

الشراع 5 حزيران 2022

بعد تحية الجيش اللبناني على قراره وفعله في مداهمة وكر عصابة اخطر تاجر مخدرات في لبنان المدعو ابو سلة زعيتر دعونا نتساءل بموضوعية عن الامور التالية:

١- مجرم صدرت بحقه مئات مذكرات التوقيف ومنذ سنوات طويلة كيف يمكن له ان يظل طليقاً ومستمراً في تصنيع وبث السموم.. وليس في منطقته بعلبك وفي مناطق تجار المخدرات في كل لبنان وسورية والاردن وفلسطين … الذين يتعاملون معه من لا يعرف عنوانه ومن معه ومن يحميه ومن يعتاش من ماله الحرام..

٢- من الذي يحمي هذا المجرم وغيره ربما المئات في كل لبنان ؟ من الذي يمنع عنه الاعتقال وتنفيذ مذكرات التوقيف الصادرة بحقه؟

٣- هل الزج بالجيش في هذه العملية وغيرها في ملاحقة تجار المخدرات وهو المكلف حكماً بحماية الحدود إعفاء لبقية القوى الامنية والاجهزة الاخرى التي يعج بها لبنان من واجبها تجاه حماية الامن الداخلي؟ وهل الخوف من تعاظم قوة العصابات بما لا تستطيع قوى الامن الداخلي مواجهتها هو وراء الدفع بالجيش لملاحقة هذه العصابات؟

٤- في المنطق الاجتماعي القائم على العائلية والعشائرية في محافظتي بعلبك – الهرمل فأن  يقتل ابن زعيتر المنضوي في عصابة ابو سلة ابن شمص الجندي في الجيش اللبناني فهذا يفتح الباب للثأر  بين عائلة زعيتر وعائلة شمص  والثأر هو من تقاليد وثقافة هذه المنطقة .. وهما من اكبر عائلات بعلبك الهرمل فضلاً عن ان في صفوفهما اعداد من تجار المخدرات والمعتاشين من زراعتها وتوزيعها..

٥- ساهم الإعلام وهو يقوم بواجباته في متابعة اخبار المجرمين في صنع هالة حولهم وفرت للباحثين عن دور في هذا المجتمع  والمهمشين والفاشلين ان يجدوا في بعضهم ابطالاً !! اليس هذا ما يجعل الفنان تيم حسن في مسلسل الهيبة نموذجاً يقتدى عند البعض ليسارع منتجه الى المزيد من الترويج في المزيد من الاجزاء وسط نجاح اكيد ؟
وماذا عن نوح زعيتر وهو تاجر حي وليس تيم حسن؟ ، الم يصبح نجماً تتسابق اليه وسائل الاعلام لإجراء حوار معه وهو يتباهى وغيره في تسابق سياسيين لكسب وده وامنيين للحصول على رشوة وقضاة يسألون خاطره ؟ إنها ثقافة مجتمع التي تحمي امثال هؤلاء وتجعلهم قدوة على حساب الاخلاق والقيم النبيلة ليدفع الجندي والضابط والمواطن ثمن هذه الثقافة الساقطة

٦- ومع تغيير جذري في ثقافة المجتمع اللبناني وليس الشماتة بعد همروجة الضاحية دفاعاً عن زعيم عصابة .. لا بد من تعديل جذري في الاحكام التي تصدر على تجار المخدرات ومروجيها ومصنعيها … وهذا هو دور المشرع وواضعي قانون العقوبات لرفعها الى الحد الاقصى وصولاً الى الإعدام ولنا في قانون العقوبات المصري قدوة حيث لم يخفف من هذه الآفة سوى اعدام تجار المخدرات والاحكام بالسجن المؤبد على المروجين … وقد ثبت ان سجن صناع ومروجي المخدرات ( اذا حصل) لا يمنعهم من ادارة شبكاتهم وهم داخل السجون وهذا يستدعي جهوداً مخلصة من الاجهزة الامتية في قطع دابر هؤلاء – على الاقل بعد سجنهم – وكشف اصابعهم في الخارج لقطعها..

٧- ليس خافياً ان هناك بين حماة هؤلاء ضباط وجنود وقضاة وسياسيون وثقافة مجتمع واناس مستفيدون من اموالهم الحرام وهذا يستدعي ثورة ثقافية حقيقية ليس في قدرة مجتمع يلهث معظمه وراء لقمة العيش ان يقدم عليها خصوصاً عند الذين يأكلون من فتات تجار المخدرات !!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى