سد القرعون انتهى دوره وصار عبئاً مالياً / بقلم د. سمير زعاطيطي/الشراع

الشراع 20 تموز 2023

ما انفكت  إدارة الليطاني عن تحميل مواطني البقاع، ومن جديد اللاجئين السوريين، كوارث تلويث الليطاني.

وكأن هؤلاء حكام او وزراء مسؤولون عما حصل منذ بداية عمل السد منذ أكثر من ٦٠ سنة.

بيان المصلحة عن تلوث المياه الجوفية بالبقاع؟
أي مياه جوفية؟

بأي مخزن جوفي؟

كلام غير مسؤول لا يأتي عن دراسات حقيقية للموضوع ولا عن أبحاث علمية.

 هي غائبة عن العلم والبحث العلمي منذ الحرب الأهلية.

عدا تحميلها المواطنين العاديين المسؤولية  عما حصل ويحصل وليس  الزعماء السياسيين وجهاء ونواب المنطقة والمتنفذين من أصحاب الملكيات الزراعية الكبيرة والصناعيين وأصحاب المعالي الوزراء.

مصلحة تطلب بشكل دائم حجز أموال جديدة لتنظيف الليطاني من النبع الى البحر. أموالاً كثيرة ذهبت لمتعهدي الحكام الذين عملوا بجهل وزادوا الطين بلة ،وتفاقم الوضع أكثر مما كان عليه.
أين العلماء والخبراء للبحث عن حلول لهذه المصيبة الكبرى التي طالت الشريان المائي الوحيد لسهل البقاع؟

كلمة حق نقولها:

التلوث  كان قبل النازحين، وقبل الحروب الأخيرة  فالمشكلة منا وفينا.

إدارة فاشلة  لم تفعل شيئا لحماية النهر،  ماذا فعلت مصلحة الليطاني والمجلس الوطني للبحوث العلمية  ومصالح المياه ووزارات الزراعة الأشغال الصناعة الصحة البيئة؟

لا شيء تركوا الأمور على ماهي عليه ،أصبح الليطاني مصب مجرور كبير ومكب للنفايات على أنواعها.

هول ما إلهم دور او مسؤولية لوصول الليطاني الى هذه الحالة المزرية.

إنصافا للحقيقة نقول؛ بأن الصاق تهمة “تلويث المياه الجوفية بالبقاع” غير دقيق وينم عن جهل واضح.
من المعروف أن وسط سهل البقاع يتكون من ترسبات وجرفيات قليلة النفاذية الى شبه مانعة لتسريب وتخزين المياه الجوفية، بدليل أن مياه الليطاني من منبعه حتى بحيرة القرعون لا تتسرب الى عمق الصخور تحتها ،بل تزيد مياهها من الروافد والمجارير.

هذا يفسر العدد الكبير من آبار محفورة بسهل قليل التخزين المائي وغير قادر على تأمين ري الأراضي الزراعية،
هذا الأمر  كتبت عنه منظمة الأمم المتحدة للتنمية UNDP  نشر بنيويورك سنة ١٩٧٠ تحت عنوان “لبنان المياه الجوفية” وأظهرته الخرائط المرفقة بدراساتها.
للأمانة العلمية نقول كما قال أبو الليطاني المرحوم إبراهيم عبد العال “جبالنا هي مخازن حقيقية للمياه” وليس سهولنا التي أقام فوقها سد القرعون.

 سد القرعون على الليطاني أنهى خدماته الطويلة من توفير مياه ري وكهرباء رخيصة.

أصبح عبئا  ماليا كبيرا  على الدولة ومركز تلويث خطير جدا بعد  تركه رغم التحذيرات المتواصلة للباحث البرفيسور كمال سليم عن خطر هذه الآفة، لتتطور مستعمرات السيانو بكتيريا وسمومها القاتلة ومياهها الحامضة القادرة على تذويب المعادن أبواب الحديد والأقفال.

هذه منطقة يجب الحجر عليها ووقف توزيع مياهها الناقلة للسموم والخطرة جدا علي المخزن الجوفي المستثمر بالجنوب اللبناني وتسميم مئات الآبار التي تغذي القرى.

فتح القرعون كل سنة عند إمتلاءه بعد هطول الأمطار  هو جريمة بحق الطبيعة والإنسان بلبنان يجب وقفها.
نقول لأهلنا بالبقاع بأن مصادر المياه الجوفية كفيلة بحل أزمات نقص المياه المفتعلة من حراء سياسة سدود ساقطة جاهلة خرقاء توافقوا عليها.

إسألوا عن الآبار المحفورة بالقرى العالية فلاوي مثلا وبوداي وشعت وعلى طول السفوح الغربية والشرقية لسهل البقاع.