الخدمات الاعلامية

تريدون اعادة رفيق الحريري؟ أعيدوا حسني مبارك والملك فهد وحافظ الاسد!! بقلم حسـن صبرا/الشراع

الشراع 16 تموز 2022

كفاءات رفيق الحريري هي التي لفتت حافظ الاسد كي يراهن عليه منقذاً للبنان ومساعداً لسورية..

اخلاص رفيق الحريري للسعودية الذي كان يدفعه للقول : ان لحم اكتافي هو من خير السعودية .. هو الذي كان يدفع الملك فهد لمحضه ثقة لابننا، و كانت عزيزة جداً وسبباً جوهرياً من اسباب نجاح عصر رفيق الحريري في لبنان..

حب الحريري الشخصي والوطني والقومي لمصر هو الذي كان يدفع حسني مبارك لأن يراه اقرب شخصية عربية لمصر وكان يستحق منه ثقة مطلقة .

وهكذا

جاء رفيق الحريري في مرحلة صعود لمعادلة عربية عمادها مصر وما ومن تمثل والسعودية وملكها المميز في تاريخ الدولة ، وسورية التي رفعها حافظ الاسد الى مصاف الدولة الاقليمية المؤثرة.

  اعاد رفيق الحريري الإعتبار للدور السني في لبنان ، وعلى الرغم من الاعتراض العلوي الاصولي على هذا الدور الا ان حافظ الاسد كان واثقاً من امساكه بالورقة اللبنانية قاطبة بتفويض اميركي وعدم اعتراض عربي ( او موافقة ضمنية مصرية – سعودية ) لذا كان الحريري متقناً لدور ينقذ فيه لبنان ولا يقلق النظام السوري  الذي تكفل بلجم العلوية الاصولية طيلة عهد حافظ ليتمكن من اخراج لبنان من غرفة العناية الفائقة الى النقاهة ثم التعافي الكامل حتى لحظة رحيل حافظ الاسد وتسلم اميل لحود مقاليد الحكم بعد محاولة الحريري التهرب من تجرع كأس عهد لحود الذي كان متماهياً الى الحد الاقصى مع خليفة الاسد بنجله بشار والذي لم يكن يوماً وداً لرفيق الحريري الرجل القوي سنياً وعربياً ودولياً وحتى في نسج علاقات جيدة مع إيران!

مع تغييب رفيق الحريري لم يحصل الانقلاب الذي توقعه البعض في الدور السني لاسباب جوهرية اهمها :

١-قوة الاستمرار في نهج رفيق الحريري من خلال نجله سعد الذي شكل حالة سنية غير مسبوقة بالعاطفة  الشعبية وبالكاريزما الشخصية وبالدعم العربي والدولي .

٢- شخصية بشار الاسد في سورية التي لم تمثل من شخصية والده الا ابوته البيولوجية وتداعيات هذا التحول في لبنان ثم في سورية نفسها

٣- ما حصل ويحصل في سورية منذ اكثر من احد عشر عاماً تحولت فيها سورية من ادارة امور لبنان الى دولة تخضع لادارة خمس دول اخرى متباينة – متقاربة – متقاتلة – متفاهمة وموزعة الادوار بينها … على الاقل .!

     كانت قوة رفيق الحريري انه هو الذي تولى قدر الامكان تطبيق اتفاق الطائف الذي اعتبره كثيرون من انتاج رفيق الحريري شخصياً …

وسببت له هذه الادارة غضباً مسيحياً مكبوتاً كان ينتظر مجىء شخص كميشال عون كي يضعه في اطار انقلابي على الاتفاق الذي اوقف الحرب الاهلية …

ومنذ ذلك التاريخ تصاعدت العداوة للطائف تحت عنوان جذاب لبعض المسيحيين وهو استرداد الصلاحيات التي انتزعها الطائف من الموارنة وفرشها في مجلس الوزراء فإذا كان رئيس الحكومة شخصاً كرفيق الحريري سلم له كثيرون بسبب كفاءته ومرونته وشعاره الاثير ” اوقفنا العد” بإدارته للوضع اللبناني متكئاً على دعم سوري – سعودي – مصري غير مسبوق .. وقبول لبناني عام مع اعتراضات مسيحية كانت تظهر بين وقت وآخر .

نجيب ميقاتي

قفزنا عن ذكر اسماء رؤساء حكومات جاؤوا بعد نجيب ميقاتي الاول وصولاً الى ميقاتي الرابع لنتحدث عن اللحظة الراهنة وهي في صلب مشروع رفيق الحريري بالتمسك بالطائف في مفترق طرق هو الاخطر في تاريخ الكيان اللبناني ..

لأن بديل الطائف لن يكون بالعودة المستحيلة الى ما كانت عليه صلاحيات رئيس الجمهورية قبل هذا الاتفاق…

بل هي بإعادة تركيبة لبنان وفق معادلة جديدة قد يكون نموذجها الاتحاد السويسري اي الفدرالية التي تشترط وجود قوميات مختلفة شكلت دولة سويسرا في الاطار الاتحادي…

وفي لبنان يكفي الوحدة القومية والتعددية المذهبية كي يتم التوافق على المثالثة اي توزيع الصلاحيات بالتساوي بين ثلث سني مع الدروز وثلث شيعي مع العلويين وثلث مسيحي يقوده الموارنة…

وماذا عن سورية؟

المسلمة في تركيبة الوضع في لبنان هي ان يبدأ التعديل الجذري في التركيبة السورية حتى يتم تعميم تجربتها على لبنان وليس العكس.

لذا فإن انتظار وضع خارطة لسورية الجديدة سيطول بعد ان انشغل فلاديمير بوتين في اوكرانيا مع ان واقع الامر ان بوتين صار يعدل مشروعه من وراء الحرب على اوكرانيا التي اعتبرها نزهة آخر شتاء 2021 ليقضم ما يستطيع منها ثم يحول المقضوم منها الى اقاليم تدور في فلك حلمه بالامبراطورية الروسية المتناغمة مع الاتحاد السوفياتي .

فإذا ما نجح بوتين في اوكرانيا عاد الى حلمه بدولة اتحادية في سورية يدخل فيها القومي بالطائفي بالمذهبي لينتقل بعد ذلك الى لبنان ( اذا خلص بوتين من مستنقع اوكرانيا) .

ضد هذا التصور يخوض نجيب ميقاتي معركة تثبيت الطائف الذي عمل ميشال عون لنسفه طيلة ست سنوات وخاض ضده كل حروبه منذ العام 1989!  اليس هو من حل مجلس نواب ذهبوا الى المدينة السعودية لعقد هذا الاتفاق ؟ اليس هو من خاض حرب الغاء ضد القوات اللبنانية التي ايدت اتفاق الطائف؟

اليس انصاره هم الذين اعتدوا جسدياً ولفظياً على البطريرك صفير الذي شكل غطاء مسيحياً لاتفاق الطائف؟

معركة نجيب ميقاتي لتثبيت الطائف تصطدم بإصرار من عون وصهره الصغير وتلك هي طبيعة المواجهة بين الرئيسين وصهر عون

واخيراً

نجح رفيق الحريري بكفاءاته ووجود مصر حسني مبارك وفهد السعودية وحافظ الاسد…

فلا تطلبوا من نجيب ميقاتي اكثر مما يفعله الآن فليس معه حافظ الاسد ولا الملك فهد ولا حسني مبارك…

ولا داعي لشرح اسباب…

بل قولوا اعان الله نجيب ميقاتي على صبره وطول باله وعلى قدرته ان يتحمل جلسة واحدة مع جبران باسيل…

والاهم من ذلك هو قدرته على اقناع هذا الصغير ان اقبلوا بإتفاق الطائف الذي يحمي وحدة لبنان لأن البديل هو مثالثة او اتحاد فدرالي…

ولا تراهنوا على غد لن تكون فيه سورية دولة واحدة وسيصبح المسيحيون اقل من خمس سكان لبنان اما حال المسلمين فهو بين بحر لا ينضب وقضية مواجهة مستمرة مع العدو الصهيوني
تعاونوا مع نجيب ميقاتي قبل فوات الاوان.

 

مجلة الشراع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى