الخدمات الاعلامية

من اوراق حسن صبرا عن بعثات الحريري التعليمية / الشراع 28 تشرين اول 2022

الشراع 28 تشرين اول 2022

كنا نتناول طعام السحور عند الصديق الدكتور نبيل الراعي ،صاحب مستشفى الراعي في الغازية على ابواب صيدا ، وكنا اربعة مع الراعي هم الراحل الحبيب مصطفى سعد ،والحبيب عمر حرب وحسن صبرا ،
انه العام 1980, والحديث كان عن ثري صيداوي اسمه رفيق الحريري يدعو الى ارسال طلاب من كل انحاء لبنان للدراسة على حسابه في جامعات العالم ، وما كنا نعلم اعدادهم ، لكنها الظاهرة غير المسبوقة في لبنان ، الذي لما يشف من الاقتتال الداخلي بين ابنائه ، وفي استمرار المقاومة الفلسطينية في جنوبه ضد العدو الصهيوني ..
صرنا نتساءل عن هذا الرجل ، الذي راح يسحب الشباب من الشوارع ومن اليأس ومن الانحراف للدراسة في ارقى جامعات العالم … الحبيب ابو معروف بسط الامر وقال : انها ليست امواله ، بل هي اموال الملك فهد ، فقلت على الفور :
يا ابو معروف : اذا كان الملك فهد يعطي هذه المنح لطلاب في لبنان فهو اكثر واحد ناصري فينا جميعاً ، وما هي الناصرية اذن غير مجتمع اتاحة الفرص ، والانتاج والكفاية والعدل ؟
الاخ عمر حرب تدخل ليقول لابي معروف : يا أخ مصطفى عليك ان تنتبه ، فقد سمعنا ان الحريري يشتري اراض ويقيم مشاريع وقد كلف صاحبك عدنان زيباوي ( وكان عضو لجنة مركزية في منظمة العمل الشيوعي ) بشراء هذه الاراضي داخل صيدا ، وهو كان رفيقاً للحريري في حركة القوميين العرب …وطرحنا تحذيراً لمصطفى سعد من تجنيد الحريري لشبان من صيدا، للعمل في مؤسسات بدأ انشائها في صيدا ، وهؤلاء قد يشكلوا منافساً له بين شباب المدينة وعائلاتهم.. فرد الراحل العزيز بما يشبه السخرية : عظيم ، ومن اين سيأتي الحريري بالشباب ؟ كلهم معنا ، خليهم يشتغلوا عنده ويدفع لهم المال وانا نحتاجهم سيكونون معنا .
فيما بعد .. وبعد ان اصبح الطلاب بعشرات الآلاف التحقوا بالدراسة الجدية في جامعات ألعالم ولبنان ، تسرب بينهم من لا يستحق وهو قليل جداً، ومن ارادها تسلية وهو أقل ، ومن راح يتأمر على منهج الحريري وعلاقته المميزة بالمملكة العربية السعودية ، التي كان الحريري يفاخر بأن لحم اكتافه من خيرها … لكن 99% من طلاب الحريري درسوا وتخرجوا وعملوا وتقدموا ومنهم من استقر في لبنان ، ومنهم من هاجر ، وبعضهم تنادى الى انشاء مؤسسة خريجين ، لم تثبت فاعليتها
اخبرني صديق الحريري الفضل شلق ( مجلس انماء واعمار ووزير سابق ) ان الحريري طلب منه ، في بداية مبادرته لتعليم الطلاب في الخارج تعميم دعوته لطلاب لبنان للدراسة على حسابه ، وان الفضل سعى جدياً وعمم دعوة الحريري ، حتى تكاثرت الطلبات ، وبلغت نحو المئتين ، وانه خجل من ان يقول الحريري هذا الرقم الضخم ، فقال له في اتصال من الرياض : ابو بهاء ماذا اقول لك ؟ الرقم كبير جداً والشباب مقبل على التعليم واوضاعهم مأساوية ، على كل سأرسل لك الاسماء وانت تنتقي من تريد !
يقول الفضل ان الحريري سأله : فضل ! كم هو عدد الطلاب الكثر ؟ فلما قال شلق انهم مائتان … صرخ الحريري : فضل بعد كل هذا الوقت لم يتقدم سوى مئتين ، يا حبيبي انا لن ابدأ بأقل من الفين … والالفان وصلوا الى الاربعين الف
رحمك الله يا ابو بهاء … اليوم هي ذكرى انطلاق اول رحلة طيران تحمل طلاباً من كل المناطق ومن كل الطوائف والمذاهب وحدتهم بامر مقدس اكيد هو التعليم والمستقبل الهادف … ليعودوا مهندسين واطباء وصيادلة وباحثين وعلماء كلهم درسوا على حساب رفيق الحريري
الشراع

 

مجلةالشراع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى