الشراع 7 تشرين ثاني 2022
كتبنا منذ عدة ايام ، ان نبيه بري ابلغ حزب الله ، أن ائتوني بموافقة جبران باسيل على انتخاب سليمان فرنجية رئيسًا للجمهورية ، وانا اضمن لكم ان يؤيد وليد جنبلاط فرنجية رئيساً!! ولم تمض 48 ساعة على نشر هذه المعلومة ، حتى غرد جنبلاط برفض انتخاب فرنجية رئيساً ، ليتم ترتيب لقاء سريع بين جنبلاط وبري ، ويخرج زعيم المختارة ، بموقف جديد ، يفتح فيه الباب لتعديل موقفه كالعادة …غير ان المقياس عند جنبلاط في هذه المرحلة، يبقى هو الموقف السعودي من انتخابات الرئاسة ، وهل تبدو الرياض مؤيدة لانتخاب فرنجية ؟
لبنانياً : يبدو سمير جعجع هو رجل السعودية الاول ، وهل يوافق جعجع على مجىء خصمه الشمالي صديق بشار الاسد رئيساً ؟
عربيًا: لولا حركة السفير السعودي وليد البخاري محلياً ، لظهر ان اقصى ما يقوم به العرب الآخرون في لبنان ، هو جولة شهرية يقوم بها السفير المصري على بعض القيادات المحلية !!
اوروبياً : تميل فرنسا الى انتخاب رئيس توافقي للبنان ، لكنها ما زالت ملتزمة بما تم بحثه في اللقاء الثلاثي مع سعوديين واميركان .
الرياض لا تريد رئيساً يرشحه حزب الله .
واشنطن ترى ان انتخاب رئيس للبنان يمر عبر اتفاقها مع ايران .. وحتى الآن لم يدخل البلدان في اطار اتفاق شامل واحد ، بل ان هذا يتم بالقطعة ، فحيث يتفقان في العراق على تسليم السلطة لأصدقاء طهران ، ويتم تسهيل ايران لاتفاق تحديد الحدود البحرية مع الكيان الصهيونى ، بترتيب اميركي لا شك فيه ، يظل الرهان الاميركي قائماً ، على إضعاف ايران في الداخل عبر احتجاجات مستمرة على خلفية غطاء رأس فتاة كردية ، ورهان ايراني على مزيد من اضعاف جو بايدن وحزبه داخلياً في انتخابات على وشك الحصول في اميركا . .. ضربة هنا مقابل ضربة هناك ، اتفاق هنا مقابل اتفاق هناك .. اما الصفقة الكبرى فما زال البحث جاريا حولها ، والى ان تتم ، فإن طهران وواشنطن براغماتيان بما يكفي كي يحلا مشاكل بينهما في اي مكان في العالم ( هل هي مصادفة ان تكون كل هذه المشاكل عربية ؟ )
ولأن جنبلاط هو ملك الواقعية ، فهو غير مستعجل على حرق ورقة موقفه، الذي قد يكون بيضة القبان في انتخاب رئيس للجمهورية… ملتزماً حكماً الموقف السعودي
مجلة الشراع
زر الذهاب إلى الأعلى