الخدمات الاعلامية

مونديال عندما تتحدث القدم والكرة في السياسة افضل من افواه الحكام…/ الدكتور احمد عياش/الشراع

الشراع 23 تشرين ثاني 2022

 

بعد خسارة ايران امام انجلترا التي سمعت عنها ، لم اشاهد مباراة السعودية مع الارجنتين عن قصد ،لأني لم احب ان اتابع خسارة فريق عربي امام اسطورة الكرة اللاتينية . وعندما اتصل بي احد الاصحاب فرحا بفوز نجد والحجاز ظننته يمزح.
وعندما علمت ان تونس خرجت بتعادل ثمين مع الدانمرك ،لم تتملكني المفاجأة فقد تجاوز العرب سابقا مع الجزائر والمغرب عقدة النقص الرياضية.
صحيح ان العقل السليم يؤيد الأكفأ في الرياضة ،  ايّا تكن الهوية ،انما القلب لا يفهم لغة المنطق ،ويأبى الا ان يؤيد فرق اخوانه العرب بالدم وبالهمّ وبالانتماء وبالنسب.
الكرة فضحت محبتنا لبعضنا كعرب عند المصائب،وهذا امر  جميل وجيّد ويبنى عليه.
اتينا جميعا من اليمن، ومن لم يأت من اليمن اتى من نجد او من الحجاز.
هي حرب بالرياضة كبدل عن حرب عالمية ،فكل الدول حضرت بدفاعاتها وبهجومها وبحراس عواصمها، لتتقاتل كتنافس من اجل بطولة لاحتلال لقب عالمي ،لمدة اربع سنوات.
وكأن حارس مرمى فريق السعودية اختلطت عليه الامور لمدة تسعون دقيقة، فقد استبسل بالحراسة  كأنه يحمي تاربخ وجغرافية مكة و لا يحمي رياضة اندية الرياض.
ما عاد هناك امم تحتكر القصف ،فحتى الضعفاء يملكون طائراتهم المسيّرة، وما عادت الدول قادرة على الفخر بجيوشها فللضعفاء ذئابها المنفردة .
توازن ما بالرعب وبالرعب المضاد، فلكل ركلة مبرمجة ومخطط لها ركلة اخرى فنانة تجيد اصابة الهدف.
هي حرب وهمية تثبت فيها الهوية القومية وجودها ،و يحاول الانتماء ان يدل على نفسه نافيا صفة الضعف والجبن والتخلف عن ذاته.
فريق كرة السلة اللبناني قدّم انموذجا رائعاعلى الرغم من   افلاس دولته اللعينة.
ونفتقد فريق فلسطين.
فريق فلسطيني رياضي من الدرجة الدولية الممتازة، بإمكانه ان يدل على بلاده امام الامم كما يدل عليه الكفاح المسلح عند الحروب.
جزء من مهام الفدائي الفلسطيني ان يكون له منبر عالمي، يطل فيه عبر العيون وعبر القلوب ،طالما اننا غير موفقين باقناع العقول العالمية ان الارض ارضنا وان العدو الاصيل ليس غير عصابات من المستوطنين والمستوطنات المجرمين والمجرمات.
ولتكن لنا فرفتنا العربية الموسيقية الفنية الغنائية على غرار ABBA و الBONY M و ال BEE GEES.
احيانا يتحتم علينا لاختصار المسافات بين العقول ان نخترقها عبر العيون ،وعبر الآذان ،لنحتل القلوب قبل السكن الدائم في العقول.
خسارة الارجنتين ب “مسي” ها ليس امر اًعابر اً في بناء الثقة بالشخصية العربية لتعود لتألقها التاريخي.
على الرغم من اي موقف من سياسة ما في قطر ،فإن القطريين اهلنا وقبيلتنا .وعلى الرغم من  المآخذ على سلوكيات سعودية محدودة ومحددة  ، فإن اهل نجد والحجاز قبيلتنا وربعنا وقومنا .
وعلى  الرغم من اتفاقيات  كامب ديفيد ،فإن العدو الاصيل يتذمر ان اهل مصر العظيمة لم يطبّعوا بالتجارة وبالاقتصاد وبالاجتماع ونفسيا مع مستوطنيهم …وقناة الثانيةعشر للعدو الاصيل قالت :ان العرب في قطر  رفضوا بالادلاء بأي تصريح ولو رياضي، ولو سياحي ،لمحطتهم لانها محطة العدو الاصيل.
على الرغم من  خيانات الانظمة فإن منسوب العروبة مرتفع ومرتفع جدا، ويكفي كاختبار ان نجد كل القلوب العربية تفرح لانتصارات فرقها الرياضية في حرب عالمية وهمية، حيث الفريق ليس غير البعد الآخر للجيش.
الكرة والقدم يحكيان بالسياسة الصحيحة، اكثر مما تحكيه دول محلية تابعة للدولة المالية العالمية العميقة، التي سرقت وتسرق ثروات الشعوب المغلوب على امرها عسكريا  …
ما زلنا بخير طالما انناعلى الرغم من  الاجساد المثخنة بالسهام وبالنبال ،ما زلنا نصفق لكل واحد منّا يحقق ولو انتصارا رمزيا بين الامم….
نحن العرب ما زلنا بخير…
#د_احمد_عياش.
طبيب نفسي واجتماعي

 

مجلة الشراع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى