اخبار لبنان

رئيس تحرير اللواء يستضيف العلامة الخطيب وفاعليات لبنانية في حوار حول الظروف الراهنة

الحوار نيوز – خاص

بدعوة من رئيس تحرير صحيفة اللواء الأستاذ صلاح سلام التقى نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب عددا من الشخصيات والفاعليات الروحية والسياسية والاجتماعية في منزل صاحب الدعوة في قريطم ،وذلك مساء الاربعاء في 28 شباط 2024 .

وكان من بين الحضور المطران بولس مطر،مفتي طرابلس السابق الشيخ مالك الشعار ،قاضي المذهب الدرزي الشيخ غاندي مكارم،الوزير السابق القاضي خالد قباني،محافظ جبل لبنان القاضي محمد مكاوي ،محافظ بيروت السابق القاضي زياد شبيب، المحامي مارون ابو شرف،المحامي ميشال قليموس،أحمد الغز،الدكتور مازن شوربجي، يوسف محمد بيضون ، الدكتور طلال المقدسي،المحامي صائب مطرجي،المهندس رياض الصلح، والمستشاران في رئاسة المجلس الشيعي الدكتور غازي قانصو والإعلامي واصف عواضة،إضافة إلى عدد من الشخصيات.

في مستهل اللقاء رحب سلام بالحضور وأشار إلى أن الهدف من هذا اللقاء هو تعزيز الحوار بين النخب اللبنانية ،مشيدا في هذا المجال بدور العلامة الخطيب الذي استهل الحديث بشكر الأستاذ سلام على هذا اللقاء وإتاحة الفرصة للاجتماع بهذه النخبة ،ثم تناول الظروف الراهنة فأكد على تمسك المجلس الشيعي والطائفة الشيعية باتفاق الطائف وضرورة استكمال مندرجاته ،مشددا على القيم التي تجمع مختلف الطوائف اللبنانية ،مشيرا إلى أن مهمة الأديان هي الحفاظ على القيم،وليس انتهاج القبليات التي تفرق المجتمعات،لأن القيم أهم من الأحكام الشرعية.

وقال: لا حل في لبنان إلا بالخروج من الطائفية السياسية والانتقال إلى نظام المواطنة ،لأن الطائفية السياسية هي لخدمة الطوائف والمذاهب وليست لخدمة الوطن، واذا لم نخرج من القوقعة الطائفية فلن تقوم لنا قائمة.فالعلة هي في نظام المحاصصة. ولذلك لا بد من مفارقة هذا النظام إلى نظام المواطنة.

أضاف: إن البلد مهدد بالعدوان الاسرائيلي. ونحن نرى ماذا يفعل في غزة.فهذا العدو وحش منذ تأسس، وقد ارتكب المجازر، وهو لا يتوانى اليوم ولا يأبه لأحد، حتى لأسياده الاميركان الذين نشكك بموقفهم. فالمخطط الصهيوني من الأساس هو تهجير الفلسطينيين من غزة والضفة وفلسطين،ولبنان أحد أمكنة التهجير الجديد ،وعليه نحن مهددون كبلد يضم مئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين، وعندنا أكثر من مليون ونصف مليون سوري،فهل نستطيع والحالة هذه أن نحيّد أنفسنا عن هذا المشروع.وعليه أنا مؤمن تماما أن المشروع الصهيوني لن ينتهي في غزة،ولبنان مطموع به في ها المجال.

وقال:لقد قبلنا بالقرار 1701،لكن اسرائيل لم تطبقه..والموجودون في الجنوب هم ابناء الجنوب وبلداته ومدنه وليسوا غرباء ويحق لهم التواجد في ارضهم. وأكبر مثال على ذلك أن الذين يستشهدون اليوم هم من أبناء هذه المدن والقرى.وما تقوم به المقاومة من دفاع عن لبنان اليوم وهو نتيجة لغياب الدولة.ولوكانت هناك دولة تحمي الجنوب لكنّا بغنى عن التضحية بأبنائنا. من الاساس طالبنا بدولة تحمي البلد. والامام الصدر حذر من هذا الوضع وقال أعدلوا قبل أن تجدوا بلدكم في مزابل التاريخ، وقال لكل اللبنانيين عدوكم هواسرائيل،وفي غياب الدولة وحمايتها أسس المقاومة.

بعد ذلك أعطيت الكلمة للشيخ مالك الشعار فاكتفى بالقول:أنا موافق على كل هذا الكلام.

وقال المطران بولس مطر :الوطن وطننا بحسناته وسيئاته. انشأنا بلدا فيه دستور ومؤسسات. لكن كانت تنقصنا الوحدة .فلتكن هناك مبادرة من سماحتك لجمع البلد من اجل انقاذه .

وذكّرالعلامة الخطيب بممارسة المقاومة خلال التحرير عام الفين حيث لم يُهن احد،وتركت للدولة وأجهزتها معالجة الأمور.

كما ذكّر بالتجربة بعد العام  2006.وقال:من الأساس المقاومة عملت على حماية لبنان،وتعاونت منذ قيامها مع الرئيس رفيق الحريري الذي أعتبره شهيد حماية المقاومة ،كما أن الرئيس سعد الحريري يدفع اليوم ثمن عدم الوقوف ضد المقاومة .وأنا أؤكد لكم أننا لن نستثمر السلاح في الداخل، وسنقف ضد السلاح اذا استخدم في الازمة الداخلية. ونؤمن بأن اللبنانيين يجب ان يتفاهموا على مستقبل وطنهم. يجب ان نقتنع جميعا بضرورة الدولة القوية التي تحمي الناس، وبنظام المواطنة، ولا حل خارج هذا المفهوم.

المطران مطر: تعرفون جميعا ما حصل في البلد من فساد وانهيار ،وحتى الآن لم نمسك بحرامي واحد نتيجة الفساد..

أضاف:البعض يتهمنا بالتبعية والعمالة للخارج .نحن لن نقبل بأن نكون اتباع وعملاء لأحد.نحن اسياد..

وقال الشيخ مكارم :كل فترة نستجدي الحل من الخارج .لن نصل الى حل الا اذا تفاهمنا داخليا. يجب القيام بخطوة عملية تتولاها المرجعيات الدينية والقمة الروحية.

وهنا شرح العلامة الخطيب ما آلت إليه الاتصالات بشأن عقد القمة الروحية وقال:لقد زرنا المرجعيات الروحية،وما زلنا ننتظر عقد هذه القمة.

وتحد الدكتور خالد قباني فقال: صاحب السماحة ،تطرحون الأمور بشجاعة وصدق وشفافية كحريص على البلد ،ولكن نحن نفقد البلد. هنالك خوف في البلد،خاصة عند المسيحيين. كلامكم يجب ان يتعمم بعيدا عن القمة الروحية. الشباب  لم يعودوا مؤمنين بالبلد واحزابه وسياسسييه. البلد انهار واعادة بنائه صعبة. اخطر ما يواجهه لبنان هذا الانقسام بين اللبنانيين حول كل ما يهدد لبنان في الداخل ومن الخارح، وكذلك يأس اللبنانيين من الانقاذ وهروبهم الى الخارج. خطاب التحرير عام 2000 جمع اللبنانيين وقد اهدي الإنتصار للدولة. ولكن بعد هذا التاريخ بدأ الإنقسام حول المقاومة ودورها وما يزال نتيجة بعض الممارسات.

وهنا طلب الإعلامي عواضة الكلام وخاطب الدكتور قباني قائلا: تعرف يا دكتور كم نحترمك.أنا إبن الجنوب وإبن بلدة الناقورة الحدودية.تحدثت عن خطاب التحرير وإهداء النصر للدولة على أساس أن تقوم الدولة بدورها في الجنوب .هذا صحيح، ولكن الدولة لم تذهب إلى الجنوب .وعدوا الجنوبيين بالمن والسلوى بعد التحرير.انتظرنا سنة واثنتين وأربع ولم تأت الدولة ،فجاءت دولة أخرى وحلت مكانها ،فعملت ما كان يجب على الدولة اللبنانية أن تقوم به،وعلى سبيل المثال فقط هذه الدولة التي حلت محل دولتنا أهّلت 600 كيلومتر من الطرقات في الجنوب.

ورد قباني: نحن من الاساس لم نبن دولة فوصلنا إلى ما وصلنا إليه

وعقب العلامة الخطيب: الكل اخطأ. التشكيك بالمقاومة ودورها وبالموقف الشيعي ناجم عن خلفية طائفية. نحن كشيعة لسنا اقلية. نحن لبنانيون اولا وعرب ثانيا ومسلمون ثالثا وشيعة رابعا. ما حصل في العراق من فتنة بين الشيعة والسنة وقف المرجع السيد السيستاني ضده وأوقفه. الموضوع الديني عندنا شأن شخصي وليس مشروعا. في عقيدتنا أن الإمام علي بن أبي طالب كان أحق بالخلافة ،لكنه وقف وقال “لأسالمن ما سلمت أمور المسلمين” .. مشروعنا هو مشروع الامة والمواطنة والعدالة. لسنا مذهبا في مقابل المذاهب ولسنا ضد المذاهب. التميز المذهبي لا يعطي تميزا في الحقوق.

وعقب المطران مطر :كانت المقاومة ضرورة،لكننا لا نريدها شيعية فقط بل نريدها مقاومة وطنية..

وهنا ذكّر العلامة الخطيب بقول السيد نصر الله في خطابه الأخير بأننا لن نستعمل قوتنا في القضية الداخلية ،وقال:انا اقول لكم ذلك، واقول ان المخاوف هي مخاوف سياسية. فليتصارح اللبنانيون بهواجسهم ويتصارحوا كي يتفاهموا. هاجسنا الوحيد هو العدو الاسرائيلي.

وقال قباني: هذه الطبقة السياسية لا نعوّل عليها ولا نتكل عليها لانقاذ البلد. ما يجب ان يتعمم هو هذا الخطاب الذي تقدمه سماحتكم ،ونحن نعوّل عليكم لاستعادة البلد كمرجعيات روحية.

وأضاف العلامة الخطيب: نحن كمجلس شيعي نريد دولة مدنية تعامل الناس وفق القانون،دولة تحمي اهلها وشعبها. وآمل من هذه النخبة ان تتبنى شعار دولة المواطنة.

وتحدث القاضي زياد شبيب فقال: ما تقدمتم به سماحة الشيخ يُبنى عليه لبناء وطن وليس دولة فقط. الشأن الديني يدفع بالشأن العام نحو الافضل ،ولكن يجب فصل الشأن الديني عن الشأن العام. واشير الى المادة 95 من الدستور وفيها فعل أمر. للاسف لسنا نحن من يقرر ،بل الذين يقررون لا يريدون الغاء ذاتهم. السؤال من اين نبدأ.

عقب يوسف بيضون:  نبدأ بالعلم والتعليم .

وختم صلاح سلام اللقاء بالقول: اشكر حضوركم ويجب ان نتابع هذه اللقاءات .الخص بأن جميعنا نريد دولة المواطنة والعدالة والقانون. ثانيا يجب ان ننطلق من طوائفنا لتعميم هذا المفهوم. عنوان الجلسة المقبلة يجب ان نحدد الاطر لمتابعة هذا النقاش.وشكرا لحضوركم.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى