الخدمات الاعلامية

ثنائية فرنجية – الحريري: تحكم لبنان ست سنوات؟/الشراع

الشراع 17 اذار 2023

كان الحديث الاعلامي في لبنان ، للخروج من ازمته الحالية ، دائمًا عن ثنائية سياسية ستحكم لبنان ست سنوات ، تتمثل بقبول المملكة العربية السعودية انتخاب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية ، في مقابل تكليف السفير القاضي نواف سلام برئاسة الحكومة..

ولم تظهر الرياض في اي مرحلة اي تعاطي لا ايجابي ولا سلبي مع هذه المعادلة ، لكنها ظلت في نظر كثيرين معادلة منطقية على الاقل في المجال الإعلامي ، وبعض السياسي..

ولم يغفل كثيرون ان الرياض التي ما عادت تظهر اي اهتمام بشؤون لبنان ، الا عبر حركة دبلوماسية يقوم بها سفيرها النشيط في لبنان وليد البخاري ، وسط غياب دبلوماسي عربي يكتفي بعضه بجولة شهرية على بعض الفعاليات.. لم تظهر ما يوحي انها ستتجاوز حركة سفيرها الى فعل حقيقي في لبنان ، بل ان كثيرين رأوا ان الفعل الوحيد للسعودية في لبنان في السنوات الاخيرة ، تمثل في الحرم الذي رمته الرياض على سعد الحريري فأخرجته من السياسة ومن لبنان ، ليتحول الزعيم السني الاول من دون منازع في البلد ابن الزعيم الوطني العربي العالمي رفيق الحريري الى صاحب شركة لا علاقة لها بالامبراطورية التي تركها له ولاشقائه ولإخوته والدهم المظلوم .

غير ان هذا كان قبل الاتفاق السعودي – الايراني برعاية الصين ، الذي يعبر عن مرحلة جديدة في المنطقة وفي العالم ، لا بد ان لبنان سيشهد نتائج ايجابية منها كما سورية وخصوصاً اليمن ( وذاك حديث آخر )
في لبنان الذي ينتظر خروجاً من ضائقة غير مسبوقة ، في كل المجالات ، وانهياراً لمؤسساته يساوي الموت السريري ، ينتظر الإنعاش الضروري القادم من بيكين ، عبر تفاهم كان السعوديون والايرانيون يبحثون عنه ، فطبق المسلمون السنة والشيعة قولاً منسوباً للرسول العربي:

اطلب العلم -وهو هنا الوساطة -ولو في الصين .
ولأن من طبع اللبناني العجلة كما فرش التحليل على مستوى العالم وخبراء التحليل اكثر من عدد سكان لبنان ، فإن ابرز التحليلات جاءت على الشكل التالي :

طالما ان معادلة سليمان فرنجية -نواف سلام كانت في نظر كثيرين منطقية ( وقد ورد اسم سلام في ترشيحات نواب كثر لتشكيل الحكومة سابقاً ) فلماذا لا يتم تعديل المعادلة لإعادة الإعتبار لسعد الحريري فيكون هو رئيس حكومة لبنان وينتخب سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية ؟

هذا التعديل يحتاج الى موافقة سعودية مزدوجة هي:

موافقتها على انتخاب فرنجية للكرسي الاول في الجمهورية ، وموافقة على رفع الحرم على سعد الحريري !

وهل هذا صعباً؟

تعالوا الى المنطق :

السعودية اتهمت الحريري بأنه لم يستطع منع حزب الله من دعم انصار الله ( الحوثيون في اليمن) بل ان حكوماته كلها كانت تشهد مشاركة وزارية للحزب ، وفي بعض المناطق كان هناك تقاطع مصالح انتخابية (البترون الذي جاء بصهر عون الصغير نائباً وما كان هذا ليحلم بأن يكون نائبًا لولا دعم الحريري العلني له والطلب الى اكثر من الف وخمسمائة سني في المنطقة بالإقتراع له ، والموافقة على قانون انتخابي فصله الصهر الصغير على مقاسه )

الآن وبالاتفاق الايراني السعودي وفي صلبه اليمن ، الذي كان يستنزف السعودية بأكثر من الف مليار دولار!

وبهدنة طويلة في البلاد التي كانت سعيدة ، يسقط مبرر للحرم السعودي على الحريري ، ويجلس الهرم على قاعدته ، ويعود الحريري الى مكانه الطبيعي وتعود السعودية الى دورها المعهود في لبنان .

اما عن موافقة السعودية على انتخاب فرنجية،

فلا يبدو بعيد المنال لأن الاتفاق السعودي – الايراني يشمل قبول حالة بشار الاسد في سورية ، والذي يقبل الاسد العلوي في دمشق لن يحارب لمنع شقيقه الماروني في بعبدا!

وهذا ربما يسهل كثيراً قبول سمير جعجع البشراوي بفرنجية!!

انها نظرة ليست تفاؤلية او متسرعة ، بل هي دعوة منطقية ينتظرها ويتوقعها كثير من اللبنانيين

مجلة الشراع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى