الخدمات الاعلامية

مساهمة من الشاعر الأديب زين الدين ديب

تشهد الحدود اللبنانية السورية في الطرف الشمالي الشرقي لقضاء راشيا الوادي لاسيما المنطقة الممتدة من (دير العشاير ،ينطا،الوادي الاسود،تلال عيتا الفخار وصولا الى مرتفعات بلدتي المنارة والصويري المطلتين على الجديدة السورية والكفير وطريق الشام) اهتماما اميركيا جديا ملحوظا تمثل بالزيارات الدورية النوعية منذ اواخر العام 2019 ولتاريخه لموفدين اميركيين رفيعي المستوى الى هذه المناطق ما اثار الكثير من التساؤلات والتكهنات والافتراضات ظاهرها كالعادة في بعض الاماكن تنموي خدماتي وينطوي حكما على مرام واهداف غير واضحة يكتنفها الغموض من جهة وتؤشر على اهتمامات امنية مفرطة الحساسية في منطقة عالية الدقة على المستوى الاستراتيجي كونها عقدة نافرة تشرف تضاريسها على عتبات العاصمة دمشق ومدى الرؤية فيها يوغل في عمق الجغرافيا السورية سيما بعدما زرع البريطانيون قرابة السبعة ابراج ستزود لاحقا بكاميرات مراقبة موصولة بغرفة عمليات معقدة التجهيزات يجري التحضير لبناها التحتية والتقنية في منطقة الاليون قرب بلدة ينطا الى جانب مهبط مروحيات ومستوصف .. .

وفي تسلسل زمني للزيارات الاميركية الى هذا المحور اللصيق بالاراضي السورية سجلت الوقائع التالية:
1_في اواخر العام 2019 زار وفد من الضباط الاميركيين بلدة دير العشاير واجرى الوفد مسحا تصويريا دقيقا لسهل دير العشاير وجبل المازر ومنطقة الاذاعات ومواقع الجيش السوري والتلال المطلة على رخلة ومزرعة دير العشاير السوريتين وبعد ان انجز الوفد مهامه الامنية البحتة من تصوير ومعاينة ميدانية طلب لقاء” مع مسؤولي الهيئات المحلية في البلدة تحت عنوان الوقوف على حاجات الاهالي والمساهمة بمشروع حيوي توفر التغطية له ماديا وتنفيذيا الوكالة الاميركية للتنمية لكن المسؤولين المحليين ارتابوا من المطالب الاميركية وتنبهوا ان للزيارة خلفيات واهداف لا تتسق مع المصلحة الوطنية وانتهى اللقاء على صفر مطالب وغادر اعضاء الوفد صفر الوجوه ..
2_بتاريخ 26/2/2021 جالت السفيرة الاميركية دوروثي شيا بمواكبة امنية ضخمة من السفارة الاميركية على منطقة وادي الاسود المطل على طريق الشام وشملت جولتها جبل عيتا الفخار المشرف على قيادة الفيلق السوري في مرتفعات الجديدة والمصنع وطريق الشام الرئيسية وقفلت عائدة الى بيروت على متن مروحية عسكرية.
وقد احيطت الجولة بسرية تامة غير ان حجم موكب الحماية والاستنفار العسكري الكبير للجيش اللبناني اوضحا بالتواتر هوية الضيف الى تلك الربوع ؟؟!!
3_بتاريخ 15/3/2021 ظهرا زار قائد المنطقة الوسطى في الجيش الاميركي كينيث فرانكلين ماكنزي يرافقه الملحق العسكري في السفارة روبرت ماين وضباط من القيادة الوسطى منطقة الاذاعات في جبل دير العشاير الغربي ومكث الوفد لمدة ساعة تقريبا تخللها تطيير طائرة درون جالت فوق دير العشاير والحدود اللبنانية السورية،وذكرت معلومات خاصة عن نية لدى الاميركيين انشاء مهبطين للمروحيات الاول الى الجنوب من الاذاعات صغير الحجم في منطقة حقالي ابو خضر والثاني كبير الى الشمال من الاذاعات في وهدة تعرف بالقرطبة تقع بين نقطة الهوة السورية وتلال ينطا الجنوبية الشرقية..
ان هذه التحركات الميدانية الاستطلاعية المكثفة من قبل الاميركيين بالطبع ليست عفوية عرضية كما انها لا تندرج في اطار السياحة البيئية !! انما تنطوي على تحضيرات ومشاريع عملانية تعد لتلك المنطقة المتداخلة مع الاراضي السورية بصورة اقرب لبياض العين من سوادها.. انها الجغرافيا التي لا تستشير احدا فعلام ينطوي الخبث الاميركي من مخططات خاصة وان من يمتلك الحد الادنى من المنطق والاستدلال العقلي ووفق الف باء العلم العسكري تستوقفه حركة بهذا القدر من السرية والجهوزية والمستوى القيادي الدبلوماسي والعسكري دون ادنى شك تشكل توطئة لوجستية واستعلامية ميدانية لاجراءات على الحدود او لحدث ما او اجراء ما لازال مغمورا..ولا ضرورة للتذكير بالضغوط والرغبة الجامحة لدى اعداء لبنان وسوريا لنشر قوات اجنبية اممية تحت ذرائع وحجج معروفة للقاصي والداني . وفي السياق عينه
توفرت لموقعنا معطيات عن مداولات في الغرف المغلقة وعروض ان لم تكن املاءات على المسؤولين اللبنانيين لاشغال الحدود اللبنانية السورية بقوات غير اجنبية قد تكون عربية وهذا العرض قدم لجهات رسمية لبنانية ووضع قيد الدرس بانتظار انضاج طبخة شاملة تعد على نار روسية حامية في الاقليم وفي هذا السياق سجلت في ال٤٨ ساعة الماضية زيارة خاصة لسفير دولة عربية يرافقه الملحق العسكري لجهة لبنانية رسمية دون ان يرشح معلومات عن غرض الزيارة التي جاء توقيتها مع السياحة لا بل الاستباحة الاميركية المحمومة والوقحة للحدود الشرقية..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى