الخدمات الاعلامية

حذارِ ممّا تشترون: كلسٌ ومواد مُسرطنة وما لا يتخيّله عقل!

 

مع استمرار سعر الصّرف بالتّحليق وتسعير السّلع بالدّولار، تغزو ماركات جديدة وأنواع غذائيّة غريبة الأسواق والسوبرماركت، وسط تساؤلاتٍ عن جودتها. هذا مع انتشار الغشّ والمواد الفاسدة، مع التّحذيرات من تفاقم الخطر على الأمن الغذائي.

يُشير الأستاذ والباحث في علوم الغذاء د. حسين حسن، إلى أنّ الأمن الغذائي ينقسم إلى 3 أجزاء أساسيّة هي توفّر الغذاء، الوصول إلى الغذاء، واستعمال الغذاء، موضحاً في حديثٍ لموقع mtv أنّ “الغذاء متوفّر في لبنان ولكن قسماً كبيراً من الناس عاجز عن الوصول إليه بسبب انعدام القدرة الشرائيّة. وهناك قسمٌ آخر قادر على الوصول إلى الغذاء ولكنّ المشكلة تكمن في عدم استخدامه بشكلٍ صحيح لاحتوائه على مسبّبات للأمراض ولأنه غير آمن مئة في المئة”.
كما يُشدّد على أنّ سلامة الأمن الغذائي مُهدّدة بسبب موضوع الوصول إلى الغذاء واستعماله، والتقارير تدقّ ناقوس الخطر. والدّليل ما جاء في تقرير “الإسكوا” عن أنّ ثلاثة أرباع الشعب اللبناني لديها صعوبة بالوصول إلى الغذاء، وهذا مؤشّر واضح لوجود أزمة كبيرة.
لا تسلم السّلع الغذائيّة من الغشّ، إذ يكشف د. حسن، أنّ بعض المعامل يعمد إلى وضع خبز يابس في الزعتر، والكشك أيضاً يُباع في عددٍ من التعاونيات والمناطق وقد أُدخل إلى مكوّناته النّشا وحمض الليمون، بالإضافة إلى فضيحة اللبنة التي يُضيف البعض إليها الكلس والزيوت المُهدرجة، لافتاً إلى أنّه لا يجوز التّعميم ولكنّ الغشّ موجود فعلاً.
ويوضح أنّ “الأزمة الاقتصادية تجعل المصنّع يستبدل أحياناً المواد الأوليّة بأخرى لا يُسمح بإضافتها، والهدف هو للأسف الرّبح السريع مع غياب الرّقابة الجيّدة من الوزارة”، قائلاً: “غياب الرقابة بخلّي التاجر يصير فاجر”.
ويعتبر أنّ همّ سلامة الغذاء أُضيف إلى هموم المواطنين، والنّصائح والإرشادات التي يُمكن أن نُعطيها تفقد قيمتها أمام الأزمات والتحديات التي نعيشها يوميًّا. فهدف النّاس حاليًّا الحصول على الغذاء بغضّ النظر عن جودته.. ما قيمة أن نقول للمواطن إنّه لا يجوز أن تنقطع الكهرباء عن الثلاجة أكثر من 4 ساعات؟! دورنا الأساس في الوقت الحالي يجب أن يتمحور حول الضّغط على صنّاع القرار. ويُضيف: “لا رفاهية لدينا اليوم باختيار طعامنا، وأنصح الناس بالتوجه إلى صنّاع القرار ليقوموا بعملهم، عندما يتحرّك هؤلاء ويُحلّون أزمة الكهرباء والأزمة الاقتصادية “ويحلّوا عنّا”، أظنّ أنّ كلّ هذه الأمور تسلك مسارها الصّحيح”.
“توجّهوا إلى الماركات المعروفة في الأسواق وتجنّبوا الأنواع الجديدة، لأنّ هناك شكوكاً حول ما إذا كانت مُرخّصة أو مراقبة”، يقول د. حسن، ويدعو إلى الحرص على تأمين الكهرباء دائماً في المنزل من أجل تخزين الأطعمة “هذه النصيحة بستحي قولها لأنّ الأمر ليس بمتناول اليد”. ويُتابع: المواصفات تُفيد بوجوب عدم قطع الكهرباء عن الأغذية في الثلاجة أكثر من 4 ساعات ولكن هناك منازل في الـ 48 ساعة تتأمّن الكهرباء فيها ساعة أو ساعتين فقط “كيف فينا نقلّن هيك نصيحة؟!”.
في سياقٍ آخر، يبدو لافتاً التّهافت على أنواعٍ معيّنة من الأطعمة مثل الأرز والمعكرونة. هذه المأكولات ليست مضرّة ولكنّ زيادة استهلاكها بالشّكل الذي نشهده خلال الأزمة الإقتصاديّة الحاليّة قد يؤدّي إلى آثار صحيّة خطيرة تظهر على المدى البعيد.
ويُفسّر د. حسن: “هناك تخوّفٌ من التقزم عند الأطفال والبدانة نتيجة اللجوء إلى أطعمة غير صحيّة وتناول أيّ شيء متوفّر، وغالباً ما تكون هذه المأكولات غنيّة بالدّهون والسكريات. وهذا من المتوقّع أن يزيد الإصابة بالأمراض المُزمنة على المدى الطويل، بسبب الغذاء غير الصحي”. كما يوضح أنّ “النّاس تتهافت اليوم على مشتقّات القمح، مثل المعكرونة والعجين والمنقوشة والأطعمة السريعة التي تُعدّ ضمن المُتناوَل. إذا كانت هذه الأغذية من مصادر غير موثوقة، فقد تحتوي على سمومٍ فطريّة وهذا يزيد من خطر الإصابة بالسرطان.
والتعرّض الكبير لمنتجات غنيّة بالملح، يؤدّي إلى ارتفاع ضغط الدم، والزيوت المُهدرجة في اللبنة تزيد من خطر الإصابة بتصلّب الشرايين وأمراض القلب”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى