محاولة ما قبل الأخيرة

 احمد زريقة
هذه المحاولة الألف
لانتشال القصائد من صدري
وبعض الرصاصات
التي ما زالت
عالقة في مخيلتي اليمنى
وأسرح قليلاً
في ذهني البنفسجي
وأنتفض

منتبهاً
مسرعاً
ربما تسقط السماء
فوق كتبي
وما تبقى
من آياتٍ في قرآني الأول
وأجمع البحر
في زجاجة عطرٍ
لطيور بيتنا الأخير
وأنظر إلى ساعتي
وأعدّ كم تبقى
لانتهاء هذا الجسد
الذي نذره الله
قرباناً لشجر الليمون
والرمل والنخيل
وأقول:
لدي الوقت
لأسأل من وفوا
النذر قبلي
كيف هي طريق السماء
إلى ما فوق الغيوم
هل تنتظرني
أرض لأموت بها
حباً
أم نحن فقط
أساطير هذه الأرض؟

نمشي معاً

في الصباح
لميناء السماء
أنتظر سفينة الأنبياء
القادمين
ليدخلوا المدينة
ليتقاسموا الحزن
مع الحمام
ودماء الإنجيل المقدس
وأحمل أسماءهم الجديدة
ليدخلوها ويتمتموا مثلنا
فهذه الأرض لا تجيد
إلا العربية القديمة

وهناك حيث أنا
نلقي السلام
على الزمان
ونصافح الوقت
وهناك أيضاً
حيث بقيت فلسطين
كيف ما نظرت
ترى العمق من كل شيء
وترى أناساً يتصارعون
على حجز المقاعد الأولى
في رحلة الشهادة
وعلى سطح كل بيت
مشاهد من سدرة المنتهى
وسقف الأرض
أقرب من ظلال خيال
وكل ما تلمسه هناك
يخاطب بقايا يديك
ولكن لا يفهم لغتهم
إلا نحن
فكل ما في فلسطين
يتحدث العربية