مع السيد نصر الله… ولكن!! / بقلم حسن صبرا – الشراع 4 تشرين اول 2023

الشراع 4 تشرين اول 2023

في المبدأ
نحن نفهم دعوة امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله ، لإركاب المهجرين السوريين قسرياً  الى لبنان  في سفن تبحر بهم الى الموانىء الاوروبية، وتنزلهم في الاراضي الاوروبية ، على انها رد على التعنت الاوروبي الرسمي بمنع اعادة المهجرين السوريين الى وطنهم … بمبرر ان العودة يجب ان تكون طوعية وآمنة
والطوعية والامان هما في خانة نظام آل الاسد في سورية الذي هجرهم ودمر بيوتهم بالبراميل المتفجرة والطائرات الحربية والمدفعية والصواريخ … ومن عاد منهم ساقوه الى المعتقلات ، او الزموه القتال مع جماعاتهم ضد المدنيين السوريين..
وهذا يعني اولاً ان اوروبا لم تقم بواجباتها ، لمواجهة آل الاسد بفرض توفير الامن لعودة آمنة للمهجرين السوريين ، مثلما لم تقم بواجباتها لإعادة اللاجئين الفلسطينيين الى وطنهم الذي تحتله العصابات الصهيونية.
نحن نفهم دعوة السيد نصر الله هذه ، ونذكر الجميع بما حملته مستشارة المانيا السابقة انجيلا ميركل للرئيس سعد الحريري ، حين زارته منذ عدة سنوات ، في بيت الوسط ، وهو ان تقبل الدولة اللبنانية السوريين على اراضيها ، وان تعطيهم حقوق المواطنة الكاملة من تعليم رسمي وطبابة وعمل وتنقل ، وما بقي سوى حق الإنتخاب ….حتى لا يهاجروا الى اوروبا !!.
ونذكر الجميع بقرارات الاتحاد الاوروبي الاخيرة ، بإبقاء المهجرين السوريين في لبنان لأن ظروف عودتهم الى وطنهم لم تنضج بعد .!!!
القضية ذات وجهين :
الوجه الاول هو العبء الإقتصادي والمعيشي والخدماتي والسكاني والمالي والكهربائي والمائي والتربوي والمواصلات والبيئة على لبنان واللبنانيين
الوجه الثاني هو حق عودة المهجرين السوريين الى وطنهم الذي اقتلعوا منه بالقوة خلال السنوات الماضية ، والتهجير المنظم الذي يمارسه آل الاسد على من تبقى من السوريين في وطنهم. لفرض تغيير ديموغرافي اصبح فيه الاغلبية السنية غير زذات شأن ، ويزداد تسلط الاقلية العلوية بواسطة ادواتها الامنية والعسكرية التي تحكم سورية بالمزيد والنار منذ العام 1970 .
زد على ذلك ان تهجير عنصر الشباب السوري المنظم القادر على حمل السلاح الى لبنانيون فترة ، هو مقدمة لإعطاء وظيفة لهؤلاء في وطننا، هي مقاتلة كل من قال ويقول كلمة ضد هذه الاسرة الحاكمة في سورية منذ 53 سنة ،ولاستخدامه داخلياً في صراعات سياسية لا يمكن ضبطها اذا دخل العامل السوري ، كما لم يتم ضبطها عندما دخل العامل الفلسطيني عام 1975 !!
فهل هذا ما تريده اوروبا للبنان ؟
الا ترى اوروبا ( واميركا) ان لبنان سيتفكك اذا اختل ميزان التركيبة السكانية ، عندما يزيد عدد السوريين المهجرين عن اعداد ابناء الوطن من اللبنانيين ؟ اليس التهجير السوري  المنظم الآن بدفع من آل الاسد ،  هو المقدمة الضرورية لإشعال حروب داخلية بين السوري واللبناني ؟، وبين المسلم، الذي سيصبح اربعة اضعاف عدداً  والمسيحي الذي يزداد تراجع اعداده ، وبين السني الذي تضاعفت اعداده وبين  الشيعي ، الذي يخسر سيطرته العددية في البقاع تدريجياً ؟
نحن نفهم دعوة السيد حسن نصر الله ، ونذكر في الوقت نفسه ، ان السلطان العثماني رجب طيب اردوغان هدد اوروبا بإغراقها بالمهجرين السوريين ، اذا لم تعط بلاده المزيد من المساعدات المالية والحوافز الاقتصادية والمطالب السياسية كمثل قبول عضويتها في الاتحاد الاوروبي !!…
لقد كتبنا سابقاً ردا على ابتزاز اردوغان لاوروبا : بدلاً من تهجير السوريين مرة اخرى من بلدهم الى تركيا ومنها الى اوروبا ان اسع يا اردوغان الى اعادة السوريين الى وطنهم
وها نحن .. ومع تفهمنا لدعوة السيد نصر الله ، نطلب منه ان يعمل على اعادة السوريين الى وطنهم ، وليس في الدنيا من يقدر على هذا الامر اكثر من السيد نفسه ، فهو الاعلم والاحرص والأكفأ على توفير هذه الفرصة ، ولا نظن ابداً ان آل الاسد سيرفضون له طلباً
السيد نصر الله يعرف ، ان من اخطر نتائج الوجود العددي والمذهبي السوري ( السني) في لبنان هو على البيئة الشيعية التي يسبح فيها تيار المقاومة شعبياً وحزبياً ثقافة وانتماءً ، ولعل السيد هو اخبر الناس بما يغلي داخل هذه البيئة من نار الفتنة المكبوتة حتى الآن  ( لا سمح الله بآنفجارها ) ومخطىء من يظن ان داعش واخواتها لن تنافس مخطط آل الاسد للامساك بمخيمات المهجرين السوريين في لبنان … ويا ويل الشيعة في لبنان اذا استخدمت داعش واخواتها وقود المخيمات السورية لإشعال الفتنة في لبنان !!
نحن نتفهم دعوة السيد نصر الله .. ولكن الله يستر

مجلةالشراع