الخدمات الاعلامية

كتب الإعلامي د. باسم عساف

عاصفة لبنان السياسية… تتلاطم بين التدويل والتهويل ….

البلد في واد .. ومسؤوليه في واد آخر…
وكما خسر العرب الأندلس وهم يبحثون عن جنس الملائكة… فإجتاحتهم الشياطين وطمست تاريخهم وباتوا في الشتات من دون أثر…
المشهد في لبنان يماثل ذلك الذي كان في الأندلس.. وتكرر في فلسطين بالقرن الماضي… وتشهده بلدان عربية منها العراق وسوريا واليمن ولبنان مؤخراً في القرن الحالي…
وهذا كله ضمن خارطة الطريق التي وضع أسسها كيسنجر وبريزنسكي إستجابة لطلب اللوبي اليهودي في أميركا والعالم.. لتقسيم المنطقة وفق الصراع المذهبي والقومي والعنصري.. وإستحداث شرق أوسط جديد تتناحر فيه الدويلات المذهبية والقومية على حدود جديدة مصطنعة لهم وعلى مصالح تصب في خانة السلطة والمال…
لبنان بات من صميم خارطة الطريق وهو أصلاً يعتبر من بلدان الطوق التي تحيط بفلسطين المحتلة من الكيان الصهيوني… الذي يدير لعبة خارطة الطريق والشرق الأوسط الجديد…
ولايمكن أن يترك لبنان على هواه أو هوى سياسيّيه المربوطين بخيوط لعبة الماريونات حيث يتحرك فيها البهلوانات وفق القصّة التي يرويها للمشاهدين..
ولبنان منذ زمن إعلانه كدولة لبنان الكبير على يد الجنرال غورو الفرنسي حسب إتفاقية سايكس بيكو مع الإنكليز وبمباركة يهودية… وهو داخل منطق التدويل ويسير وفق السيناريو المعد للمنطقة العربية ككل…
بل ما أطلقوا عليه في حينه الشرق الأوسط نسبة لبعده عن إنكلترا وفرنسا إضافة إلى الشرق الأدنى والذي يمثل أوروبا الشرقية… وإضافة إلى الشرق الأقصى الذي يمثل الهند والسند والصين…
وترتيب خارطة الشرق الأوسط جاء مع إنتصار الحلفاء على الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى.. وهم من وقتها يمزقون الأمة والسلطنة… وأتبعونها بتقسيمات مؤتمر يالطا بعد الحرب الثانية وإعلان دويلة إسرائيل عبر الأمم المتحدة التي أنشئت من أجل تكريسها دولياً…
واليوم كما نسمع ونرى ويقال بشرق أوسط جديد لإستكمال المؤآمرة التي خطط لها قادة اليهود في لقائهم بمدينة بازل بسويسرا سنة/ ١٨٩٧/ وبدعوة من تيودور هرتزل الذي كان يعمل بالصحافة.. وقرروا فيه قيام الوطن القومي اليهودي على أرض فلسطين…
*متخذين من كذبة إعادة بناء هيكل سليمان في أورشليم وقيام مملكة داوود على أرض يهوذا والسامرة وهي ما تعرف بالضفة الغربية لنهر الأردن..
ثم تطورت مؤآمرتهم لتطبيق شعار : (أرضك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل) وإتخذوا لها علماً يحتوي نجمة داوود بين خطين أزرقين يمثلان النيل والفرات… ليحكموا من بعدها العالم ككل تنفيذاً لمآربهم وحبائلهم بحكم البشرية كما يأمرهم به التلمود الذي كتبه أحبارهم بأنهم شعب الله المختار والأرض لهم..
من هنا.. نعلم أن خارطة الطريق قد وضعت من أجل سلام الكيان اليهودي المحتل لفلسطين والمكمل لإحتلال الشرق الأوسط الجديد..
وقد سميت خارطة الطريق لرسم المراحل والترتيبات والأحداث التي ينفذها أتباعهم بالمنطقة ضمن مخطط القضم بالخطوة التي أعلنها كيسنجر بالسبعينات من القرن الماضي…
وهم قد زرعوا لها قادة ورؤساء وملوك وأمراء وسياسيين من ورق.. فسلطوهم على شعوب المنطقة بأكاذيب وهمية كنهضة الأمة ووحدتها من أجل تحرير الأرض السليبة والمحتلة في فلسطين ودول الطوق… وكما وعدهم بها بلفور وزير خارجية بريطانيا سنة / ١٩١٨ ونفذه خونة العرب وقادتهم آنذاك بالرسائل الموهومة والوعود المرسومة… ولازالت شعوب الأمة تنتظر هذا التحرير الذي إنقلب إلى تطبيع وتطويع وتكويع… كما الوحدة التي باتت في خبر كان…. عدا هذا التمزق الغريب والعجيب الذي أتى مع خارطة الطريق…
نعود إلى لبنان بعد هذه الجولة التي أدوختنا من خلال هذه الخارطة حيث جعلنا قادة الأمة نسير عليها غصباً عنّا لأجل إستمرار عروشهم ومراكزهم ومناصبهم حيث يكسبون رضا أسيادهم ممن زرعوهم وأمدوهم بالسلطة والمال… للهيمنة على الشعوب ومقوماتهم بكل الأحوال…
وهذا ما ينطبق على لبنان واللبنانيين حيث تسلّط الأتباع والخونة لدول الشرق والغرب.. وهم يتباهون بها على مقدرات هذا البلد فنهبوا المال… وأوصلوه إلى أسوأ حال… وباتت جهنم أقرب إليهم من حبل الوريد… ليزيدوا إمعاناً بالتخريب في مؤسسات الدولة وبالتدمير لواقع حال الشعب الصابر على محاكمتهم…
ولكنهم ماضون بمسيرتهم بلا إصلاح ولا تغيير إلا لمصالحهم الشخصية والعائلية… التي تزيد من أرصدتهم المالية… على حساب كل أبناء البلد غير التابعين… كالانصاب والأزلام والحاشية من المستشارين…

همهم الأول إثارة المناكفات والنكايات لتمرير الوقت وتسويف الأمور حتى تأتي التعليمات من الأسياد لتسوية وضع خارطة الطريق ومراحلها المرسومة حتى يأتي دور لبنان في التسوية التي تغلي على نار حامية في مثل هذه الأيام…
لأن الحلقة المتعلقة بهذا البلد قد حان دورها على خشبة المسرح وإظهار الأبطال والخائنين والكومبارس ليكتمل السيناريو المرسوم لهؤلاء الممثلين حيث يقوموا بأدوارهم على أكمل وجه وفق التدويل بتبعياتهم من هنا وهناك… ووفق التهويل بأتباعهم من هنا وهناك… ويبقى السلاح على أهبة الإستعداد من هنا وهناك… والجميع بإنتظار صافرة الإطلاق…
وفي ذلك فليتنافس المتنافسون….
والشاهد الأكبر مما جرى من بروفة للحلقة المنتظرة… ما حصل على مسرح ساحة مدينة طرابلس من تخريب وإحراق وإطلاق نار مباشر على مواطنين عزل لمعرفة ردود الفعل ومن هي الجهات التي تقف بوجه التنفيذ وكيفيتها لمعرفة مداها… وصداها… وما عداها…
التدويل يا غبطة البطرك هي دعوة مسبوقة بخارطة الطريق وهي تنفذ منذ ذلك الزمن٠٠٠ فلا حاجة لإعلان جديد لها…
فقد سبق السيف العزل بالنسبة للبنان… وأكلت يوم أكل الثور الأبيض بالنسبة لطرابلس… والخوف من تنفيذ وعرض الحلقة من هذه المسرحية… وليس من البروفة التي نفذت… فإلى التسوية التي تشمل لبنان وتنفيذ حلقته ماذا يمكن للبنانيين أن يفعلوه درءاً للخطر… أو تداركاً للتقسيم والشطر…
اللهم إني قد بلغت…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى