لا فرنجية ولا معوض.. ثم ماذا؟/الشراع

الشراع 3 اذار 2023

بات واضحاً ان لبنان ماعاد يحتمل مرشح تحد لرئاسة الجمهورية ، اذ تكفيه كارثة ترئيس ميشال عون ، ويكفي اللبنانيين بوادر كارثة اخرى تفزعهم ، في هذا العنوان بحملة نبيه بري على المرشح ميشال معوض وهو ” يبشر ” اللبنانيين بمرشحه سليمان فرنجيه .
عندما حدثت جريمة انتخاب عون  ، كان لبنان في وضع شبه طبيعي على مختلف المستويات ، فخربها وجلس على اطلالها ، وهو ما كان يملك من مؤهلات الرئاسة الا شبقه الى السلطة .
والآن سلم عون لبنان الى جهنم ، فهل يستطيع المرشحان اخراج لبنان منها ؟ كيف هذا وفرنجية هو مرشح بري الفاسد الاول في لبنان ، ومعوض هو مرشح التحدي الذي يستدرج الى حروب اهلية جديدة ؟
نحن بالمطلق ضد مرشح حزبي لرئاسة الجمهورية ، والمرشحان الحاليان المعلنان حزبيان على الطريقة اللبنانية المناطقية العائلية …ومع هذا فكل منهما يرشح نفسه نيابة عن حزبيات اشمل ، متناقضة متعارضة .. فرنجية ومعوض المارونيان يتقدمان نتيجة فرز مذهبي واضح ، فالشيعة مع فرنجية واغلب الموارنة ضده ، والشيعة ضد معوض ، وقسم مهم من الموارنة معه
… إننا لسنا في مرحلة الدستورية التي يتقدمها بشارة الخوري ومعه مسلمين ومسيحيين ،في مواجهة اميل اده ومعه مسيحيين ومسلمين .. ونحن لسنا في عصر فؤاد شهاب الذهبي الماروني الوطني الذي كان معه اغلبية مسلمة واقلية مسيحية كبيرة .. ولسنا في عهد سليمان فرنجية الذي نجح بفارق صوت نائب ماروني دفعه اليه زعيم وطني بحجم كمال جنبلاط .. ولسنا في عهد الاحتلال الاسدي للبنان الذي كان غازي كنعان يخيط فيه للبنانيين اثواب الجنفيص فيلبسها سياسيوهم  فرحين كالقرود التي تلحس المبرد والصرامي !
نحن في عصر ممارسة عملية للفدرالية ، في عز رفضها … نحن نعيش كانتونات سويسرية صناعة مجاهل قبلية افريقية ( هل تذكرون طرزان وشيتا ؟ )هكذا زعماء -من زعم -القبائل اللبنانية الحاكمة ، وقد فشلوا في ان يكونوا مافيات ايطالية او حتى روسية والخراف من حولهم والبقر وخوارهم !!
لأن البؤس هو حال الوضع الذي انتجه طرزان وشيتا ، فلا سليمان ولا ميشال فالحان او مرشحان لإخراج لبنان من قعر جهنم ..ثم ماذا ؟
الذين ارتكبوا جريمة انتخاب ميشال عون رئيسا للجمهورية ، برروا جريمتهم وهم يعيدون تمثيل الجريمة بحجة عدم حصول فراغ رئاسي ، فأدخلوا لبنان جهنم بواسطته .
واليوم يتصارع لبنان منطقان لاعقل فيهما ولا ضمير :
منطق اكتمال انهيار لبنان حتى يعاد بناؤه كله من جديد .
ومنطق استمرار لبنان في جهنم ومحاولة اخراجه بالقطعة منها: مرة بإخراج اذن ليسمع ، ومرة بإخراج الانف ليشم ، ومرة للسماح له بأن يرى بعين واحدة ، وهذه هي حال كل السياسيين الذين لا يرون إلا بعين واحدة ، لذا فهم لا يتوقفون عن السقوط في الحفر ، حتى بات جميعهم خريجو ششامي تقتل روائحهم ما تبقى من زوار العالم اذا ارغموا على زيارة لبنان فيهربون سريعاً منه .
لا فرنجية ولا معوض .. والحل هو في مرشح قوي مستقل يفرض نفسه على المافيات الافريقية الحاكمة في لبنان ، ما رأيكم ان تكون صومالية ؟
هذا المرشح النظيف المستقل والقوي يحتاجه اللبنانيون ، ويكرهه الحاكمون ، فكل منهم يريد مطية ليركبها ، والحمير في لبنان كثر لكن الدروب هذه المرة طويلة ووعرة ولا يستطيع اي بغل سلوكها لأكثر من امتار قليلة فما العمل ؟
اترككم كي يفكر كلا منكم بشخص كفؤ نظيف الكف وذا شخصية ولا يخضع للمافيا الصومالية !!

مجلة الشراع