جمعية جورج شبطيني للخدمات الأجتماعيةمقالات خاصة

وثيقة الوفاق الوطني اللبناني (مؤتمر الطائف) بقلم جورج شبطيني

بين تفاقم الأزمات وضرورة السرعة بالإنجازات
في توصيف مخيف لوطن يرتجف من شللٍ بانتظار إعلان الموت السريري او مسارعة سياسية وقائية للبدء في معالجة كل داء ووباء وانهيار وعودة ولو بخطى بطيئة نحو العافية المنشودة كجرعة الدواء الملائمة للوقت فالشفاء من أمراضنا ومشاكلنا وفقرنا لن يكون بعصا سحرية أو بتمنيات قارئة الفنجان وضاربة الودع، لقد استطعنا في أيلول 1989 باستضافة كريمة من المملكة العربية السعودية /مدينة الطائف/ أن ننجز وثيقة الوفاق الوطني اللبناني المعروف ب “مؤتمر الطائف” الذي أقفل ملف الموت من الحرب العبثية الأهلية التي دامت لأكثر من خمسة عشرة عاماً ومازالت تداعياتها إلى اليوم مقاربة لما يُقال أن ” الجمر تحت الرماد” ومن بدائع العودة للمؤتمر التشديد على المبادىء العامة من سيادة وحرية وإستقلال لبنان وأنه الوطن النهائي لجميع أبنائه في حدوده المنصوص عليها في الدستور وهو أيّ لبنان جمهورية ديموقراطية عربي الهوية وعمل المؤتمر إلى إنجاز قوانين المناصفة الرئاسية والوظيفية بالتساوي بين المسيحيين والمسلمين وربما من نافل القول ان المؤتمر جعل من العُرف قانوناً بتحديد طائفة الرئاسات إقفال ملف حساس بشكل نهائي ومريح واعتماد اللامركزية الإدارية وإنشاء هيئات إدارية واجتماعية يضيق ذكرها .
وأوصى بإعتماد لبنان دائرة إنتخابية واحدة بعد إلغاء الطائفية السياسية وبإنشاء مجلس الشيوخ الممثل لكل الطوائف والراعي لحقوقها ، واليوم نشهد هجمة على الوثيقة لإلغائها ويكثر الحديث عن مؤتمر تأسيسي جديد مسكون بالهوس الطائفي بينما المطلوب بجدية ضرورية اليوم بالعودة لبنود وقرارات الطائف والشروع بالعمل على كل ما تضمنه حيث أتى بارادة وطنية ونيابية وشعبية ومباركة عربية ودولية .
واليوم نجد أن لا مندوحة ولا مصلحة ولا مصالحة ولا إنماء وعودة ثقة بإقتصادنا إلا بالعودة لروحية مؤتمر الطائف لتكون الإنتخابات القريبة كدائرة واحدة غير طائفية ممثلة لقيادات مستقلة وتخصصات وتحظى بالثقة وتجنيب الوطن المزيد من الغرق في الإفلاس السياسي والإقتصادي بدون لافتات ويافطات طائفية وعلى أساس تمثيل منطقي يراعي التمثيل الجغرافي بكفاءة وطنية تخصصية ويكون للمجلس الجديد مهام خطيرة إنقاذية بتمثيل طائفي عبر إنشاء مجلس الشيوخ كما نصت قوانين الوثيقة الوطنية وهنا نأخذ أولاً ثقة الوطن العربي والعالم كله لبرمجة حقيقية وتشخيص دقيق لأوجاعنا والعمل على الإصلاح الحقيقي ساعتها لن يبخل علينا أحد بمد يد المساعدة لأننا الطالعون إلى مناخ جديد من العقلانية وإلى الإنتماء الوطني الحقيقي للبنان وليس إلى زاروب مناطقي أو تحزب طائفي أو إحتراب مذهبي طالما أخذت كل الطوائف حقوقها بالمناطقية وبقانون عصري حضاري وبمجلس شيوخ يراعي مصالح الطوائف .
نحن بحاجة اليوم وربما قلت الفرص الإنقاذية ولكن المواطنة والحس الوطني والإنتماء يجعلنا نبحث ولو على “إبرة في كومة قش” .
فلن يكون لنا وطن بديل ولن تجدي الغربة نفعاً ولا يليق باللبناني أن يصل إلى حالة التسول والإفلاس.
قادرون بقانون انتخابي حضاري بقيادة ثلاثة أحزاب 1- ديموقراطي 2-إشتراكي 3- مستقل هذه الأحزاب الثلاثة تمثل كل الإتجاهات اللبنانية ودائرة إنتخابية واحدة على أن تضم كل اللوائح برنامجها الإنتخابي الإصلاحي، الإقتصادي والرؤية السياسية والتنموية وتنظيم العلاقات مع الدول على أن تحكم الأكثرية المنتخبة وتأخذ المعارضة دور المراقبة والمحاسبة وقيام مجلس الشيوخ وإلغاء الطائفية السياسية لولادة حكومة تعرف تماماً كيف تشخص الداء وكيف تصف الدواء مع التأكيد على إستقلالية القضاء، إخواننا في العالم العربي لن يخذلونا، أصدقاؤنا في العالم على جهوزية لمساعدتنا.
علينا أولاً التمسك بإنجازات مؤتمر الطائف وتطبيقه لقيامة لبنان الأمنية والإقتصادية وقبل غياب شمس الحلول علينا قنص اللحظة المناسبة للإنقاذ لبقاء لبنان أولاً .

جورج شبطيني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى