الخدمات الاعلامية

المركز الثقافي الإسلامي بيروت /اللواء في عيدها الستين: صاحبة قضية ورسالة

ها هي اللواء بلغت الستين من عمرها، وما تزال تنضج حيوية وإنتاج وعطاء بقيادة صاحبها ورئيس تحريرها الأستاذ صلاح سلام أطال الله بعمره، الذي يملأ الفضاء الصحفي بمقالاته الشيقة حرية وعدالة، ويسعى مع سائر كتاب الجريدة ومديري تحريرها وموظفيها الخلوقين إلى حمل كلمة الحق والخبر الصادق إلى العالمين العربي والإسلامي من أقصاهما إلى أقصاهما .

اللواء الغراء تؤدي دورا جللاً، وتنقل صوت بيروت البليغ ورسالتها الوسطية، وتوعًي الرأي العام العربي إلى قضايا الأمة، وفي طليعتها القضية المركزية الفلسطينية وقضية العدوان الغاشم على غزة، وما يكتنفها من ظلم واضطهاد من قبل مجتمع دولي ينتهج سياسة ازدواجية المعايير وسياسة الكيل بمكيالين، ولا يعطي اعتباراً إلا للضحايا الغربيين وجروحاتهم، ولا يقيم وزناً للدم الفلسطيني الذي ينزف قهراً ويئن وجعاً وألماً كل يوم لا يصدر فيه قرار وقف إطلاق نار تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
اللواء اسم على مسمى، فهي لواء المظلومين والمستضعفين، ولواء العمل الصحفي والإعلامي النزيه المجرد من التحيز والاعتبارات الطائفية والمذهبية الضيقة، لواء الحريات والديمقراطية في بلد قلّت فيه الديمقراطية وضاقت فيه الحريات، وهي لواء القطاع الصحافي في خضم المحسوبيات والارتهان لذوي المقدرات المالية ولواء الرأي الحر والخبر الصحيح، في ظل الكبت الإعلامي الخانق.
في جريدة اللواء لا تسيطر السلطة على الرأي والتحليل والخبر، الذي يطغى عليه المنطق والمصلحة العليا وحب الوطن وعاصمته بيروت، عاصمة التعايش الإسلامي- المسيحي والوسطية والاعتدال ومحبة الأديان التي تجمع ولا تفرق وكراهية العصبيات التي لا تلتقي مع القيم الدينية ومبادئها وجوهرها.
في اللواء الخبر مسخر لخدمة رسالة الجريدة الوطنية والإنسانية وخدمة قضاياها المحقة، هكذا كانت في عهد عميدها المؤسس المرحوم الأستاذ عبد الغني سلام وهكذا نهضت وترونقت في عهد شقيقه الأستاذ صلاح سلام، حيث تحولت إلى شبه واحة أو جزيرة حريات في توخيها للموضوعية وحمايتها للمظلومين والمستضعفين وأصحاب الفكر والرأي المستقل والحر، وفي انفتاحها على الآراء والمواقف المختلفة، ووجهات النظر المتباينة، حتى تمكنت من استقطاب اهتمام كل اللبنانيين والعرب والعديد من الدول الإسلامية الوازنة.
أهم إنجازات اللواء أنها حملت الرسالة البيروتية، وحلقت في سماء القضايا الإسلامية والقومية والاقتصادية والاجتماعية على جماهيرها الغفيرة، واجتاحت المسافات الواسعة بنجاح، وواكبت العولمة والتطور التكنولوجي وحافظت على الأسعار المتواضعة التي يتمكن المواطن اللبناني والعربي من تكبدها، ودخلت كل منزل واجتاحت العقول واقتحمت الوعي العربي، ووصلت لكل دول الاغتراب في شتى أرجاء المعمورة.
اللواء تختصر قضية الصحافة الحرة النزيهة المجردة بتجربتها الفريدة الرائدة، وبحيويتها وهمة صاحبها ورئيسها وقلمه المدوي، وكلمته الصادقة المنصفة، وعفته وتواضعه وكرم أخلاقه، وبإنسانيته وكرمه، خصوصا في شهر رمضان المبارك.
وأنا شخصيا، افتخر بأنني بدأت الكتابة في الجريدة من حوالي عشرين سنة، وتعلمت في حضرة كتّابها المرموقين أصول الكتابة، فانتقلت من الكتابة القانونية للاقتصادية والاجتماعية فالوطنية والسياسية، وكنت وما زلت أعتز بمحبة أسرتها لي، فكانت بحق بمثابة واحة حرية ومتنفس إعلامي حقيقي في مواجهة الإعلام الموجه والمشوه والأبتر. فاللواء هي الصوت البيروتي المدوّي والمسموع إلى أبعد حدود، والمؤثر في المشهد السياسي، والموجه للرأي العام؛ لكن مشكلة الصحافة الورقية عموماً، واللواء خصوصاً، أنها تفتقر لمقومات الدعم المالي بسبب استقلاليتها وتجردها، وتعتمد على مواردها الذاتية من الاشتراكات والإعلانات والمبيعات، وهذه علة الصحافة المستقلة الصادقة الوفية للمبادئ الوطنية والقضايا الإنسانية، ويجب أن يصار إلى إيجاد حلول من قبل دولتنا المصونة لدعمها والإعفاء من أعبائها الضريبية نهائيا وإيجاد القروض المدعومة المعفاة من الفوائد لها، لكي تستمر بتأدية رسالتها الإعلامية السامية.
إننا نتمنى أن يصل صوتنا للمسؤولين لأن إعلامنا الحر هو المتنفس الحيوي للمواطنين، وهو أهم معيار من معايير الديمقراطية الغائبة في بلادي، والسبيل الوحيد لتطوير النظام اللبناني مستقبلا، خاتمين بالقول ألف مبروك لجريدة اللواء في عيدها الستين، متأكدين بأنها ستبقى نبراساً للعمل الصحفي والإعلامي الخالص في وطننا لبنان وعالمنا العربي، وسيبقى صاحبها ورئيس تحريرها الأستاذ صلاح علماً من أعلام تاريخ لبنان الحديث، أحاطه الله بحفظه ورعايته.

د. إبراهيم العرب
بيروت في 7 نيسان 2024

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Here you can just take everything you need for efficient promotion and get the job done well. o’tishingiz Surprisingly, this is not the same as the circumstance with Mostbet. agar o’yinchi MostBet in Bangladesh offers a plethora of pre-match picks in over 20 different sports. o’yin boshlanishidan oldin This means you may use the mobile version to safely make deposits and withdrawals. dasturi