أداب وفنون

لبيروت – جولييت انطونيوس

أراكِ اليوم يا بيروت أمّي
أنا ذاك الرّكام وقد بكاكِ
لما أحزنتِ من يهواك حقّا
وألبستِ العذابَ لِمَنْ رآكِ
قلوبُ الثائرين لها دماءٌ
وأرواحٌ نبعثرُها فِدااك
ننام مروَّعين بلا عيونِ
إذا ما وردةٌ مسّتْ بهاكِ
أراكِ اليوم يا بيروت ورداً
على الأكتاف مرتفعٌ شذاكِ
كأن جمالك الفتّان يذوي
ولا شيءٌ أعزّ مِن حلاكِ
أنا شعبٌ بلا وطن يعيش
مع الآمال يُرمى في ثراك
أنا أمٌ على الأنقاض تجثو
تناجي النبض تفترش المباكي
أنا كفنٌ بلا وجه أراه
وقد واريتُ أشلاء الملاك
أنا بيروت يا أحرارَ هُبّوا
على ضيق وموتٍ وانتهاك
فليس العيشُ إلّا الموتَ حرا
وإنّ الموتَ في ذلِّ التباكي
جوليات أنطونيوس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى