التين والشعير …لغير الحمير
*التبن والشعير .. لغير الحمير*
الأمبراطور الروماني كاليغولا دخل التاريخ من بات جنون العظمة والسادية والمذابح الدموية ، يقتل الأبرياء المساكين وأقرب المقربين بعد إذاقتهم أشد أنواع العذاب ببطء وعلى مهل . وقبل موت الضحية يقول لها الطاغية: “لذتي أني رأيتك تعاني العذاب” دخل الأمبراطور يوما مجلس الشيوخ على صهوة جواده وأعلن أسماء الأعضاء عن مرسوم إمبراطوري بتعيين جواده عضوا في مجلس الشيوخ الذين رحبوا بالقرار وهم العبيد المرتعبين أمام الطاغية والمعبرين عن النفاق البشري المناقض للصراحة والشجاعة الحيوانية.
دعا كاليغولا أعضاء مجلس الشيوخ إلى مأدبة غداء إحتفالا بمناسبة تعيين جواده زميلاً لهم . وقد فوجيء الحاضرون بان المأدبة لم يكن فيها سوى التبن والشعير في صحائف ذهبية ولما لاحظ الطاغية إمتعاض الشيوخ قال لهم بلهجة تحقير وسخرية : شرف عظيم لكم ان تأكلوا ما يأكله حصاني ” أزعن الحضور لرغبة سيدهم وأكلوا التبن والشعير.
للحمير في الأنظمة الديكتاتورية مطلب واحد من الطاغية الحاكم أن لا يأمر المسؤولين عنده الفاسدين السارقين، الجبناء الظالمين وفي كل المؤسسات الصورية من دينية وقضائية وعسكرية وإقتصادية إلخ ومع الإحترام والتقدير للأوادم والصالحين في تلك المؤسسات، مطلب الحمير أن يمنع الطاغية عبيده السارقين المسؤولين الزعران من تناول التبن والشعير رححة بالأحصنة والبغال والحمير.
*
جورج بدر غانم*