عنقون – مغدوشة قليل من الطائفية، كثير من المصلحية/ الشراع
مجلة الشراع 31 آب 2021
كما في كل حيّ وشارع ومدينة وقرية في لبنان اصبح الهمّ المعيشي ولقمة الخبز ونقطة الوقود والحصول على المال بأي طريقة هو الشغل الشاغل لمعظم اللبنانيين، لذا فمن الطبيعي ان يتنافس المتنافسون حول كل امر شرعي او غير شرعي يساعدهم غياب شبه كلي لهيبة الدولة، وما حصل بين بعض ابناء عنقون الشيعية ومغدوشة الكاثوليكية هو تعبير طبيعي عن حالة اللبنانيين حتى لو كان لها تفصيل مختلف نسبياً عن غيرها… كيف ؟
في عنقون يتمنع بعض اصحاب محطات الوقود عن تسليمه بل يقفلون محطاتهم فيلجأ شباب من البلدة الى القرية المجاورة مغدوشة فيحصلون على المطلوب صباحاً ثم يعودون مساء ليملاؤا خزانات سياراتهم ليبيعوا ما زاد عندهم من بنزين وكله من مغدوشة ومحطات عنقون مقفلة وهذا ما لفت انظار زبائن من مغدوشة ينافسهم شباب عنقون التي يكثر فيها سائقو الاجرة وكثيرون منهم كانوا يعملون عند مداخل فنادق عين المريسة في بيروت حيث يقطن العديد من عائلات البلدة الجنوبية في قضاء الزهراني…
دافع المشكلة التنافسي – المادي بين اهالي من البلدتين المتجاورتين المتعايشتين كان يمكن حله في حال تدخل الدولة لكن وجود الشيعة في عنقون والكاثوليك في مغدوشة اعطى لمشكلة الطمع المادي بعداً طائفياً…
وهذا ما دفع قيادات حزب الله في المنطقة لايجاد حل عملي يقضي بأن تفتح المحطات جميعها في عنقون ومغدوشة في وقت واحد كما تقفل في وقت واحد، وان تخدم كل محطة ابناء القرية التي تتواجد فيها
اما ما قيل عن اقفال طرقات في عنقون فيبدو انها حركة فاشلة كمن يطلق النار على رجليه لأن المتضرر قبل مغدوشة هي عنقون لذا قيل ان هدف الإقفال الداخلي في عنقون هو منع وصول قوى الامن الى البلدة لتلقي القبض على الشبان الذين هاجموا اطراف مغدوشة
يبقى ان ابن عنقون محمد عزيز فرحات تولى ترميم مزاراً للسيدة العذراء في مغدوشة تعرض للضرر من زعران اثناء اقتحام اطراف البلدة… الشراع
