متفرقات

من معالم طرابلس الدينية التاريخية: المسجد المنصوري الكبير

 

يعد المسجد المنصوري الكبير واحداً من أعظم المساجد في مدينة طرابلس شمالي لبنان، و هو أول معلم معماري يقام في طرابلس المملوكية، حيث أطلق عليه اسم الجامع المنصوري الكبير تيمنا باسم فاتح طرابلس المنصور قلاوون, و لأنه كان و لا يزال أكبر جامع في المدينة القديمة, يتميز بناؤه بالبساطة و غياب الزخارف لكنه معروف بالمئذنة شبه المربعة, و البوابة الرئيسية، إضافة إلى وجود ساعة شمسية لتحديد مواعيد الأذان, ولعل أبرز ما أضيف لميزات هذا المسجد إهداء السلطان العثماني عبد الحميد الثاني لمدينة طرابلس وأهلها شعرة من لحية النبي محمد عليه الصلاة والسلام من محفوظات الأمانات المقدسة في إسطنبول، وقد تم حفظها في الجامع المنصوري الكبير.

تبلغ مساحته ما يقارب 3000 م2. يقع في محلّة النوري، مربّع الشكل تقريباً، يتوسطه صحن واسع مستطيل، في وسطه نافورة ماء للوضوء، يعلوها عقدان كبيران يرتكزان إلى أعمدة ضخمة. ويحيط بالصحن من جهاته الشرقية والشمالية والغربية أروقة . أما الأثر الشريف فهو، كما تدل سجلات المحكمة الشرعية في طرابلس، عبارة عن شعرة من شعرات الرسول صلى الله عليه وسلم؛ وقد اهتمّ أبناء طرابلس بتكريمها وعيّنوا الشيخ محمد رشيد أفندي الميقاتي لخدمتها. وفي الطرف الشمالي الغربي لهذا المسجد بهو واسع.

ونلاحظ من خلال النقوش الكتابية لهذا المسجد، أنّ بناءه تمّ على دفعات ومراحل متباعدة وأقدم هذه النقوش الكتابية، نقش محفور فوق بابه الشمالي، ينسب بناء المسجد إلى السلطان الأشرف صلاح الدين خليل في العام 693 هـ/ 1294م..

وفي عام 715 هـ/1315 م، وبعد مرور عقدين من الزمن على تأسيس الجامع، أمر السلطان محمد بن قلاوون نائبه في طرابلس كستاي الناصري، ببناء الأروقة الداخلية المطلّة على صحن الجامع

ويبدو أنّ منبر الجامع لم يكن يتناسب مع ضخامته، لذلك أمر الأمير قرطاي بن عبد الله بتزويده بمنبر خشبي يزدان بزخارف ملونة، وذلك في مدّة نيابته الأولى على طرابلس (716 هـ- 726 هـ)

وفي سنة 883 هـ/1479 م أمر نائب طرابلس أزدمير الأشرفي بترخيم محراب الجامع؛ ودوّن ذلك على رخامة مثبتة فوق المحراب الجانبي من الجهة الشرقية لبيت الصلاة..

.وآخر ما أنشئ في هذا الجامع، بهو كبير يقع في طرفه الشمالي الغربي كما نتبين من النقش الكتابي المحفور على لوحة رخامية مثبّتة بأعلى باب البهو من الجهة الغربية، وهذا نصّها: “تمَّ إنشاء هذا البهو في عهد المغفور له سماحة الشيخ كاظم الميقاتي مفتي طرابلس سنة 1378 هـ/1959 م”.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى