محطات القطار اللبناني
محطات القطار اللبناني
تمردت القاطرة الأم عن الإنطلاق ليس بسبب ” لعبة الوقود” بل لأنها أرادت أن تكون عصّية حملت غصّة في حلقها وجرحاً في خاصرة المدينة الحاضنة لمركباتها .تحمل أوراقاً كانها مكتوبة على رقّ الغزال مبللة بدموع غالية .
صفحة أولى
منذ ايام تعرّضت طرابلس لأغتيال جديد وتشويه متعمّد من شغبٍ مصطنعٍ لتغيير الصورة الحقيقية لمدينة غزاها الظلم لفترة أكثر من حرب ” داحس والغبراء وحرب المائة عام الاوروبية” وكذلك فعلوا منذ أشهر عندما ذبحوا فرحة عيد الأضحى الماضي .
هي الفيحاء ” تريبولي ” أي المدن الثلاث ” كايسة ومايسة ومخلّات”
هي الإمارة المحروسة التي أنشدها المتنبي امير الشعر العربي ” وقصّرت كل مصرٍ عن طرابلس”
مدينة البساتين وزهر الليمون والياسمين وأهل الشهامة .
صفحة ثانية
كل شعوب العرب تطلق التسمية الحقيقية لليمون الحامض ألاّ اهل طرابلس فالتسمية هي ” المراكبي”
والسبب بذلك أن الكثير من المراكب العربية كانت تلقي مراسيها قرب الرمال الذهبية النظيفة ” مثل عين الديك” لتحميل أطنان الليمون الحامض من أشهر بلد غني بالحمضيات وكانت الأهالي تهزج جاء المراكبي وتبدأ الحمولة للتصدير من مجتمع كان يملك الأكتفاء الذاتي ويفيض .ثمرة المراكبي الصفراء التي كادت أن تكون فاكهة لجمالها ومذاقها .
مدينة إنتفضت لتقسيم فلسطين وسرقتها من الحضن العربي فكان ان جهّزت جيش الأنقاذ بقيادة المجاهد الطرابلسي فوزي القاوقجي الذي حقق إنتصارات مشهودة وخاصة على عصابات ” الهاغاناه اليهودية ” وفرضت مؤآمرة الإنسحاب عودة الجيش كسير الخاطر .
طرابلس كانت بيوتها مضافة للمظلومين من أهل بيت المقدس وما زالت فلسطين قضية طرابلس المركزية .
صفحة ثالثة
عروبة طرابلس كالعروس المجلية بالطهر والكرامة العربية .هتفت لثورة الضباط الاحرار عشية ٢٣ تموز ١٩٥٢ وتظاهرت عفوياً مؤيدة مباركة .
في أيام العز يوم تاميم قناة السويس وما نتج من العدوان الثلاثي على مدن القنال تطوع الكثير من ابنائها للسفر الى مصر والالتحاق بصفوف المقاومة الشعبية المصرية واُطلق اسم بورسعيد على اجمل شارع في مدينة ميناء طرابلس تيمناً بالجهاد وأيضاً فعلت بمد معركة ميسلون السورية بقيادة البطل يوسف العظمة وقاتلت ضد الأستعمار
صفحة رابعة
طرابلس المرابطة عاشت الثورة الجزائرية وعشقت قادة الثورة التي قاومت الأحتلال الذي زرع في ارضها الطاهرة اكثر من مليون شهيد أو مليون نخلة عانقت النسور والمحتل في مزبلة التاريخ
طرابلس وعلى مدى سنوات كانت وِلادة معظم الإناث تحمل اسم جميلة تيمنا بإسم المجاهدة الجزائرية” جميلة بوحريد”
طرابلس استقبلت في تواريخ أيامها الرئيس احمد بن بلا والسيدة هدى جمال عبد الناصر ابنة الزعيم الكبير واستضافت حديقتها العامة ” المانشية” الكثير من الملوك.والرؤساء والأمراء والقادة وكانت صدراً للقائد الرمز الرئيس الشهيد ياسر عرفات
طرابلس كانت السبّاقة لنجدة أهالي أغادير وبنزرت من مدن المغرب العربي إثر كوارث طبيعية المّت بهما
…والكثير الكثير من المشاهد التي كانت فيها طرابلس القدوة بالمساعدة والنضال وكان أول شهيد مقاوم على ارض الجنوب ضد اسرائيل من طرابلس من آل الصيادي .
صفحة خامسة
طرابلس عبّدت طريق الإستقلال حيث خرجت من مدارسها تظاهرات طلابية تندد بالإستعمار وتطالب بالإفراج عن معتقلي قلعة راشيا اؤلئك القادة الذين اعتقلوا وكان منهم ابن طرابلس الرئيس المفتي عبد الحميد كرامي .
١٤ شهيدا سقطوا برصاص المحتل وسحقاً بدباباتهم وبعد عشرة أيام على إستشهادهم وشهادتهم وتوقيعهم على العلم اللبناني بدمائهم .
صفحة سادسة
طرابلس اطلقت شرارة الثورة الكبيرة عام ١٩٥٨ ضد حكم الرئيس كميل شمعون ورفضا لجرّ لبنان إلى مباركة حلف بغداد ومشروغ ايزنهاور بتغريب البلد العربي فكانت راية العروبة خفّاقة حتى وَأد المشروع ورميه في سلة النفايات .
..واخيرا هي مدينة العلم وكانت تضم اكبر المكتبات العربية في ولاية بني عمّار
مدينة العلماء الأكارم الأفاضل الذين أثروا الثقافة بما يليق بعناوين التفوق والأجتهاد
..تطوي قمرة القيادة في القطار اوراقها دامعة أنّ عروس ثورة الحراك الشعبي هي أُم الثورات التحررية
ورقة اخيرة
…كان الرجاء بهذا الدعاء
” وهل لك يا يوسف ان تلقي قميصك على وجه طرابلس وكل الوطن ربما يعود كما عاد يعقوب بصيرا”.
الإعلامي احمد درويش
المدير التنفيذي لمركز النهوض
