القبيح و التماسيح/ بقلم الأستاذ جورج بدر غانم

القبيح و التماسيح

نوبوتو سيسي سيكو اسم له رنة موسيقية جميلة و اعمال إجرامية دموية تدل على قبح أخلاقه و صفاته من قساوة و شراسة و ظلم و استبداد، و قد حكم دولة زائير ( الكونغو الديمقراطية اليوم) بالحديد و النار طيلة ٣٠ عاماً.
من انجازاته تقديم ضحايا بشرية للتماسيح، فكان من وقت لآخر يدعو ضيوفه الى مائدة غداء على يخته و يقوم هناك بالقاء عدد من معارضي حكمه و منتقدي اعماله مكبلين الى التماسيح و الاستمتاع بالنظر إليها و هي تتنازع فيما بينها على افتراسهم و يلتفت الى ضيوفه قائلاً لهم ” انظروا الى دموع التماسيح تعبّر عن محبتها و شكرها، فهي تحبني كما شعبي يحبني”.
في بلد آخر، القى مسؤولون ماليون ودائع المواطنين في المصارف الى تماسيح بشرية ماليّة التهمت هذه الودائع دون رادع او مانع من ضمير و اخلاق، مما تسبب لكثير من المودعين بنوبات عصبية و بذبحات او سكتات قلبية أدت الى موتهم او اصاباتهم بعاهة دائمة.
فهل يُعاقب كل من التماسيح المالية و معهم المسؤول المالي الذي رمى اليهم الودائع بهندسة مالية شيطانية؟؟
صحيح ما قاله يوماً احد الفلاسفة من أن المال هو دم الاخرين.
يبقى ان لمفترسي الاموال حُماة شركاء، فهل يُفلت هؤلاء من العقاب و الشعب الذي يُصفع كل يوم هو لهم بالمرصادِ ( التعبير من مسلسل ضيعة ضايعة)

جورج بدر غانم