الخدمات الاعلامية

محمد شعيتو في ذمة الله.. رحل الرجل الذي يعلم من هم خونة موسى الصدر في الاخلاق / بقلم حسن صبرا/الشراع

مجلة الشراع 16 نيسان 2021لا يصدق على بيان المجلس الاسلامي الشيعي وهو ينعي المدير العام السابق له محمد شعيتو ويعدد بعض صفاته الا القول ان المجلس قتل القتيل ومشى في جنازته، فآخر الخطايا التي ارتكبها هذا المجلس بحق هذا الرجل المميز هي انه ابعده عن موقعه في جلسة كان يجب ان يدعي الى عقدها بموجب القانون الداخلي لكنه منع من الحضور، والامر الاكثر  سخرية هي ان المجلس الشيعي انتزع من الرجل المحترم مكانته ومسؤولياته بحجة انه كبير في السن لكنه وهنا المسخرة انه ابقى على رئيس المجلس عبد الامير قبلان في مكانه على الرغم من انه اكبر من شعيتو سناً وهو ممنوع من التوقيع على اي ورقة بسبب الضياع في كل امر حتى ان المصارف ما عادت تقبل اي صك موقع منه بسبب الارتعاش في يده ..

رجل القانون محمد شعيتو،

لجأ الى مجلس شورى الدولة متظلماً بالقانون فحكم له مجلس الشورى بالعدل لكن العدل في عصر فيه نبيه بري رئيساً للمجلس الذي يشرع ان يجد طريقه في اي مكان وتحت اي ظرف وخصوصاً في الوسط الشيعي الى ان يقضي الله امراً كان مفعولا!

  في جميع الحالات،

ما عاد ممكناً للمجلس الذي يعتبره كثيرون حكراً على آل قبلان وقسم منهم اعضاء في حركة امل او اتباع احدهم في مجلس الجنوب .. ان يتحمل رجلاً وعقلاً ادارياً واستقامة بقامة محمد شعيتو خصوصاً ان الرجل هو آخر الامناء على سلوك واستقامة وصدق وزهد المؤسس الامام موسى الصدر (اطال الله في عمر الرئيس السيد حسين الحسيني والصديق الصدوق الدكتور علي الحسن والحبيب حسين يتيم…)

حين كان بعض ورثة السيد موسى في ضفة خارج بحره او في حالة برد شديد خارج عباءته او يتلونون في المواقف بحثاً عمن ينظر اليهم وهم يعرضون مواهبهم كان محمد شعيتو هو عقل موسى الصدر في الادارة اللبنانية وراداره لإلتقاط اللحظة المناسبة في كيفية التعامل مع فقر الجنوب وحرمان اهله وتركهم عرضة للعدوان الصهيوني والإهمال الرسمي وهم الذين اختاروا ان يوسعوا الدور والصدور لإستقبال المقاومة الفلسطينية ضد العدو الصهيوني

محمد شعيتو،

الذي كان يميزه موسى الصدر بالاستماع اليه في ايجاد حل من داخل اطر الدولة اللبنانية للتخفيف عن اهل الجنوب كل هذا هو الذي اقترح عليه انشاء مجلس الجنوب لتوفير الدعم المادي والاجتماعي وكل سبل التثبت بالارض في الجنوب بعد ان هدد موسى الصدر المسؤولين اللبنانيين بالزحف على القصور اذا تعذر بقاء ابن الجنوب في ارضه عاجزاً عن مواجهة عدوان العدوّ وإهمال الدولة…

التقط الصدر الفكرة وارسل نواباً من مؤيديه الى رئيس مجلس النواب صبري حماده وهم مزودين بمسودة مشروع كتبه محمد شعيتو وفيه كل الحيثيات التي تبرر قيام المجلس فإستجاب حماده اللماح لطلب الصّدر وخرج مجلس الجنوب الى النّور وصار عوناً لأبناء جبل عامل قبل ان يتحول بعد غياب الصدر الى مجلس للجيوب (والغريب في الامر ان الحاجة الاجتماعية والاقتصادية لأبناء جبل عامل هي التي حفزت على إنشائه قبل نحو خمسين سنة لمساعدة ابناء الجنوب يقابلها الآن أسوأ ما مرّ في تاريخ لبنان وربما اي مجتمع في العالم وشعار الناس في الجنوب وغيره ان إلغاء هذا المجلس مع غيره هو احدى بوابات الاصلاح واقفال مجلس الجنوب وغيره هو احدى مفاتيح اقفال باب الهدر والسرقة والزبائنية)

محمد شعيتو

من مستشفى الزهراء انطلق

من مستشفى الزهراء رحل

محمد شعيتو جاء به موسى الصدر

واخرجه نبيه بري

والمعادلة بسيطة،

فمحمد شعيتو الذي بدأ المستشفى بعدة غرف حولها الى مستشفى كبير بعدة طبقات في عهد الصدر اعترض على محاولة باسل نبيه بري من رندى وضع اليد على عقار ملاصق كان شعيتو يريد الحاقه بالمستشفى في احدى مراحل التوسعة فنزلت على الرجل صواعق الغضب وجحافل المنافقين وزحفطة المتزحفطين الذين اخرجوا الرجل بسيارة اجرة الى منزله في قصقص الذي كثيراً ما لجأ اليه موسى الصدر  ليجد في منزل محمد شعيتو زهداً يتناسب مع سلوك الصدر ليرتاح اليه والى رب الدار..

رحل محمد شعيتو الرجل الذي كان يزود موسى الصدر بكل ما يحتاجه من معرفة في الادارة واين هو الحرمان ومن الذي يأكل البيضة وتقشيرتها!

وكيفية اخذ الحق بالحسنى حتى انه العقل الوحيد الذي كان حول موسى الصدر خارجاً معترضاً عليه حين رفع الصدر من بعلبك عام 1974 شعار: السلاح زينة الرجال

مصارحاً الصدر بقوله مولانا:

العقل زينة الرجال

كم كان محمد شعيتو على حق لأن يربح بالعقل دائماً اما حين تدخل حملة السلاح في معركته فقد ارسلوه الى بيته وهم يمننونه بأنه وصله حياً

مجلة الشراع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى