اخبار لبنان

توقف قلبه خلال مناوبته في المستشفى… جاد يُصارع في العناية بعدما خفّف عن مرضى كورونا

كان يواسي ويخفف من آلام المرضى في قسم الكورونا، يقف إلى جانبهم، يراقب حالتهم الصحية ودقات قلبهم وأعراضهم التي قد تتطور فجأة، لكنه لم يخطر في باله للحظة أنه قد يحتاج إلى من يُنقذه بعد ان غدره قلبه بشكل مفاجئ فسقط أرضاً.
لم يكن #الممرض جاد حطيط، ابن الـ24 عاماً يشعر بشيء، خرج من غرفة أحد المرضى خلال مناوبته الصباحية في #مستشفى راغب حرب، إلا أن الحياة توقفت لحظة استراحته. أُغمي عليه فسقط أرضاً. ما جرى أشبه بالكابوس، كل شيء كان سريعاً، تواجده في المستشفى كان حليفه الوحيد، حيث أُجريت له الإسعافات الأولية والإنعاش. هو اليوم يرقد في #العناية الفائقة يُصارع الموت بغيبوبته، الوقت يمرّ والكل ينتظر جاد ليعود إليهم مفعماً بالحياة والمرح والإنسانية.
يشرح الاختصاصي في الأمراض الصدرية في العناية الفائقة في مستشفى راغب حرب الدكتور علي سعد لـ”النهار” أن “وضع جاد دقيق وحرج، ولا نعرف السبب المسؤول عن توقف قلبه المفاجئ، ونحتاج إلى فحوصات خاصة للتأكد من كهرباء القلب، ولكننا في انتظاره ليصحو من #الغيبوبة حتى نجري له الفحوصات اللازمة. عادة في مثل هذه الحالات يصل الشخص متوفياً إلى المستشفى نتيجة التوقف المفاجئ للقلب، ولكن نتيجة تواجده في المستشفى ساعد ذلك في انقاذه وانعاش قلبه إلا أنه ما زال يرقد في العناية الفائقة.”
وأشار إلى أن “صورة الرأس أظهرت نقصاً بسيطاً في الأوكسجين، إلا أن الدماغ ما زال يحافظ على وظائفه، ولا وجود للآثار الكبيرة التي تعني طبياً الموت الدماغي. اليوم يرقد جاد في الغيبوبة نتيجة نقص الاوكسجين بسبب توقف القلب المفاجئ، وسيخضع لدراسة خاصة وفحوصات لمعرفة سبب هذا التوقف المفاجئ.”
خرج جاد من غرفة أحد المرضى وكان متجهاً لأخذ استراحته الصباحية، قبل أن يُغمى عليه فجأة. هذا العارض قد يكون مرتبطاً بخلل في كهرباء القلب، لكن لا يمكننا تأكيد ذلك إلا بتشخيص طبي. وفق سعد “ننصح كل شخص لديه تاريخ عائلي في أمراض القلب وخصوصاً كهرباء القلب اجراء فحص الكهرباء للتأكد من عدم وجود مشكلة او خلل في كهرباء القلب والذي يؤدي إلى توقف قلب مفاجئ.”
مشدداً على أن “صورة الرأس أظهرت آثاراً بسيطة نتيجة نقص الأوكسجين بعد توقف القلب. وبما أن وظائف الدماغ لم تتضرر، فلا مشكلة في بقائه لأشهر طالما ليس هناك موت دماغي. ونحن اليوم في انتظار أن يصحو من الغيبوبة في أسرع وقت ممكن”.
وفي العودة إلى تاريخ 28 تشرين الثاني، كتب جاد على صفحته على الفايسبوك منشوراً للتوعية من مخاطر الكورونا والاستخفاف به قائلاً: “ليش لابس هيك؟
– اصلاً ما في شي اسمو كورونا
– ليش انا عندي كورونا؟
– خلص ما بدي حط مكنة الأوكسجين عم تدايقني (يا امي يا حبيبتي ما هيدي نص علاجك)
– ما بدي حطها
(وهيك كانت بداية النهاية)
مش غلط انك تنصاب بكورونا بس الغلط انك تكون مستخف بحق نفسك، ساعدونا حتى نساعدكم و تمرق فترة العلاج بسلام.”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى