هذه هي مشكلة لبنان او مشاكله / بقلم حسن صبرا/الشراع

الشراع 6 اذار 2023

انها رئاسة جمهورية في بلد تتعدد فيه الرئاسات ، ولكل رئيس مذهب او طائفة صلاحيات هي اقوى واشمل من صلاحيات رئيس الجمهورية الفعلي المنتخب .
انها في إلزام الرئيس المنتخب بصلاحيات محددة منصوص عليها بالدستور ، يقابلها صلاحيات شبه إلهية لرؤساء مذاهب وطوائف.
انها صلاحيات مطلقة ابدية لرؤساء الطوائف والمذاهب لا تنتهي الا بالموت ، بينما يعيش في لبنان الآن اربعة رؤوساء احياء لا يملك احدهم اي صلاحية الا ترداد ذكريات حكمه ( لا تقييم لها )
انها اليوم في فراغ لا امل في ملئه ، لا في الدستور ولا في السياسة
سليمان فرنجية ليس حلاً وهو لن يكون إلا ستاراً لقوى لها مشاريعها السياسية او الشخصية المالية والنفوذ ، وقوة وحيدة تريد الإنتقام عبره من كل من جاهر بعداوتها هي عائلة الاسد في دمشق .
ميشال معوض هو مشكلة لأنه نازل الى السوق مقاتلاً في وطن مل القتال ، والاهالي يرسلون شبابهم الى الغربة حتى لا يقعوا فريسة رؤوس حامية عربية ومحلية ، تريد جنازات لترتقي فيها على جماجم سذج او مجانين او متعصبين ، ولن يبقى من اللبنانيين الا قلة من العقلاء الاوادم ابناء التربية الصالحة
مشكلة لبنان ايضاً ان سحب سلاح حزب الله هو اكبر المشاكل ، وان الاستراتيجية الدفاعية ما عادت حلاً ابداً( راجع مقالنا السابق حول هذه المسألة ) كل
مشكلة لبنان هي في العقيدة الراسخة في القتال لإنهاء وجود الكيان الصهيونى ، يقابلها مشكلة اكبر في اعتبار المقاتلين لتحرير فلسطين اكثر خطورة من العدو الذي يحتل فلسطين ويهدد اللبنانيين ( ايران هي دعم لفئة مهمة من اللبنانيين وهي مشكلة لفئة اخرى منهم ، ولا يوجد رهان لأي لبناني على اي نظام عربي لأنها اما هي في غيبوبة او في غباء في التعامل مع لبنان ) اليست هذه وتلك مشكلة؟
مشكلة لبنان في ان معظم اللبنانيين -ومنهم من يتضور جوعا -مستعدون لأن يقدموا انفسهم واولادهم دفاعاً عن رؤساء سرقوهم واذلوهم ، وخربوا مستقبل اولادهم وهجروهم .. تحت عنوان يا غيرة المذهب او يا ليتنا ً من بعدك ؟؟
مشكلة لبنان في ان قسماً مهما من المسيحيين فيه ، غير مقتنع في ان إسرائيل تعتبر زوال المسيحيين من لبنان هو انجاز تاريخي واستراتيجي ..وهي تسعى لتحقيقه بكل الوسائل الممكنة ..

اسقط بشير الجميل الحلم الصهيوني في الرهان على شخصية مسيحية عسكرية او مدنية ، تتعاون معها لفرض تسوية على لبنان ،تخرجه من الصراع العربي الصهيوني ، وهذه مشكلة ومفارقة غريبة ، في ان لبنان هذا هو الجبهة العربية الوحيدة المستعدة فعلياً لمقاتلة العدو الصهيوني ، بينما بات العلم الصهيوني يرفرف في عواصم العرب من المحيط الى
الخليج.. ويسود في دمشق نظام تحميه إسرائيل بدموع العينين ..كما ايران واميركا وروسيا .. وتتسابق انظمة عربية لرعايته وتمويله وهو يمعن ذبحاً في الشعب السوري !! ولعل هذه هي احدى مشاكل لبنان ! أليس وجود اكثر من مليوني سوري في لبنان مهجرين لا يسمح آل الاسد بعودتهم الى وطنهم ، احدى اكبر المشاكل الحالية واحدى افظع الالغام الجاهزة لتفجير كل لبنان في اي وقت ؟
غير ان افظع المشاكل واكثرها خسة وجشعاً ، هي مشكلة شبق اللصوص الحاكمين للمال من دون شبع من دون احساس من دون دم ،، وهم مصممون على التمسك بالمالية والمحاصصة والكهرباء والسدود … وكل ما يدر مالاً حراماً لهم ولازواجهم واولادهم واصهرتهم ، ولكلابهم وخنازيرهم ..

هل بقي في لبنان مشكلة ليست موصوفة او ليست معروفة او تحدوا لها شبيهاً في اي بلد في العالم ؟

مجلة الشراع