اسمحوا لكل المظلومين في العالم ان يشمتوا/ الشراع

اسمحوا لكل المظلومين في العالم ان يشمتوا

مجلة الشـراع 6 كانون الثاني 2021
لأن الشماتة ليست سوى لحظة تشفي الضعيف من القوي وهي اقرب الى فشة الخلق ، وهي ارفع مشاعر تنفيس ما تراكم من احقاد وكراهية وشعور بالظلم .. فإن شعوباً باكملها الآن وهي تتسمر امام الشاشات الصغيرة في اي مكان تتمتم وبعضها يبتهل الى الله وبعضها يتمايل فرحاً وهو يتابع هجوم متظاهرين اميركيين على معقل الممارسة الديمقراطية بالنسبة لبلاد العم سام وهي رمز العدوان على شعوب منتشرة في كل الكرة الارضية منذ سبعين سنة على الاقل
بعض العرب غاضبون الآن من دونالد ترامب لأسباب متناقضة لأن ليس للعرب سياسة ولا ساسة ولا مواقف ولا مباديء
بعضهم غاضب لان ترامب سيغادر والآخر يتمنى ان ينتصر وكثيرون يتمنون ان يخربها قبل ان يمشي، وان لا يتنازل ابداً ويتمنى لو كان ضمن المتظاهرين ليحفزهم اكثر ليحرضهم على العنف، وهل خرجت مظاهرة في مدينة عربية من دون ان تخترقها حفنة من المخبرين
شعوب في بلاد الله قهرتها اميركا سرقتها اميركا سلطت عليها الفاسدين والظالمين والمتألهين اميركا تشمت الآن مما يجري في اميركا
هل هي ضريبة الديموقراطية ان يقتحم الرعاع حصن الديموقراطية؟
هل هي ضريبة الحرية ان يدعو رئيس الجمهورية جمهوره الى اقتحام المكان الذي كرسه رئيساً قبل اربع سنوات
جاء دونالد ترامب تعبيرا
عن حالة مخاض عنصري يميني ابيض كاره فأصبح رئيساً للجمهورية في غمضة عن وعي ظنه العالم ابدياً عند الاميركيين … فمرت على اميركا اربع سنوات عجاف لم يتعاطف معها احد وحاكمها يكره العالم كله الا اسرائيل وهي من طينته بل هو من طبيعتها .. وعندما جاء استحقاق الإنتخابات الرئاسية صلى كثيرون في العالم الذي ظلمته السياسة الاميركية ان ينفذ ترامب تهديداته التي كانت مضحكة يومها والآن اصبحت املاً عند شعوب الارض ان يتابع ترامب ما كانه قبل السقوط ليشمت بما ستصبح عليه احوال هذه الدولة المتباهية بقوتها المتغطرسة بظلمها المدافعة عن كل فاسد الداعمة لكل مغتصب
نكرر ان الشماتة هي لغة ومشاعر الضعفاء .. وماذا يفعلون اذا كان الظالمون ما تركوا لهم إلاها  ؟
فلينصرف الظالمون ليطعنوا بعضهم بعضاً عسى في غفلتهم عن البشر يتركون لهم فسحةًلإلتقاط الانفاس .. غير الشماتة

احمد خالد
الشراع في 6/1/2021