الثلاثية الاستنساخيّة/ بقلم الأديب الأستاذ جورج بدر غانم
الاولى هي قيام المسؤولين الفاسدين باستنساخ المواطنين على صورة الاسطوري سيزيفوس رمز الآلام و العذاب و هو يحمل صخرة من قعر الوادي إلى قمّة الجبل بصورة مستمرة دائمة.
الثلاثية الثانية هي فيروس الكورونا الذي استنسخ الناس على صورة زوجةالبطل الهندي الامريكي في الاساطير الهندية: هياواثا. فمن هو هذا الاخير؟
في قصيدتها الرائعة؛ لنكن اصدقاء، تذكر الشاعرة العراقية الكبيرة “نازك الملائكة” هياواثا بقولها: “من صراخ الضحايا وراء الحدود؛ في بقاع الوجود، ضحايا العراك و ضحايا القيود، و صدى هياواثا هناك، مثقلاً بانين الجياع، بالذين يموتون دون وداع، دون ان يعرفوا اماً، دونما أباء، دونما اصدقاء.
فزوجة هياواثا الشابة ماتت من الجوع و البرد، في ليلة عاصفة من شتاء شديد القسوة و الصقيع؛ و قد دفنها زوجها لوحده دون اقارب او أحبة او اصدقاء.
الآن في لبنان يُدفن الموتى بالكورونا او غيرها بحضور عدد ضئيل من الناس لا يتجاوز اصابع اليدين.
اما الاستنساخ الثالث، و الذي ينتظره الناس و يأملون حدوثه، فهو استنساخ اللبنانيين على صورة بطلهم الاسطوري ادونيس الذي قتله الخنزير البرّي و بُعث حياً ربيعيا في الأكي-دنيا و هي كلمة تركية تعني: الدنيا الجديدة التي يأمل اللبنانيون و يرجون ان يبعثوا فيها بعد ايام الجوع، و الصقيع و العذاب التي عاشوا فيها و عانوا منها.
جورج بدر غانم