رفيق الحريري قتلته احجامه!!! ——–بقلم حسن صبرا/الشراع

اذا قيل ان الرئيس المظلوم رفيق الحريرى قتل لدوره في اصدار القرار الدولي 1559 فهذا يعني ان الرجل كان قادراً على انتزاع قرار من مجلس الامن الدولي الذي تسيطر عليه اميركا وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا … ونقول تسيطر عليه هذه الدول لأن كل واحدة منها تستطيع ان تمنع اصدار اي قرار تراه غير مناسب لمصالحها بما تملكه بحق النقض (اي الفيتو) وكان يمكن مثلاً لروسيا صديقة سورية ان تستخدم حقها في منع اصدار هذا القرار الذي اعلن بشار الاسد يوم5/3/2005 انه يسحب القوات السورية من لبنان بمقتضاه( اي القرار 1559)… وروسيا استخدمت منذ العام 2011 اكثر من ست مرات حق النقض لمنع ادانة النظام السوري منذ العام 2011..فهل ان رفيق الحريري اللبناني ابن صيدا كان قادراً على التأثير على الدول الخمس الكبرى ؟ هذا سؤال عن حجمه الدولي
واذا قيل ان الذي قتل رفيق الحريري هو حجمه العربي بوجود الملك فهد والرئيس حسني مبارك والملك الحسن الثاني وحافظ الاسد والملك حسين فهذا اعتراف بأن نائباً من بيروت صار رئيساً للوزراء في لبنان يقف على مستوى سياسي واحد مع رؤساء وملوك مصر وسورية والسعودية والمغرب والاردن .. وهذا سؤال عن حجمه العربي.
واذا قيل ان رفيق الحريرى قتله حجمه السني الذي لفت عباءته بتأثيرها سنة سورية بعد لبنان في غياب اي زعيم عربي من جمال عبد الناصر الى صدام حسين فهذا سؤال عن حجمه السني .
واذا قيل ان رفيق الحريري قتله حجمه المالي فإن رقمه بين اثرياء العرب ربما يأتي في الدرجة خمسين بينهم
واذا قيل ان كرم رفيق الحريري وطريقة عمله كبولدوزر بكل معنى الكلمة هي التي قتلته بوجود اثرياء عرب يعملون كما يعمل ويتكارمون كما يتكارم فهذا سؤال عن كرمه وعمله كبولدوزر
ما الذي قتل الحريري ؟ قتله الذي كان من اسباب نجاحه المذهل ليصبح واحداً من رجالات العالم في عصر الرجالات الكبار .. وقد صار معلوماً ان كل من يتجاوز حده في الحجم السياسي والتأثير المحلي والعربي والاقليمي يشكل خطراً على من يريدون منع من يعتبرونه تجاوز حجمه ليتجاوزهم… ولكم سمعنا منه ان هناك من حذره من حجم عمله ومكانته وتجاوز تأثيره حدود لبنان ومن قال له : انهم لن يسمحوا لك بكل هذا الذي تعمله … وإذ كان رفيق الحريري على مستوى ألعالم رقماً بارزاً تفتح له الابواب ويستقبله الرؤساء كما لو كان اكبر رئيس عربي فإنه كان يعرف حجمه في التركيبة اللبنانية الداخلية وكان يهتز لمقال هنا وتصريح لمخبر هناك فيتمنى للحظات لو انه لم يدخل العمل السياسي ليس تهرباً بل لأنه كان يعتبر ان حجمه يسبب له قدرة على تحمل الاهانات من صغار صغار
لقد جاء رفيق الحريرى الى لبنان والسنة شبه يتامى داخله وفي محيطه العربي في انكفاء قادة العرب الى دواخلهم … جاء حاجة داخلية ليصبح بعد سنوات قليلة صمام امان ثم بوصلة العرب والغرب صديقاً لروسيا وايران يصطحب معه الى سورية زعيم فرنسا جاك شيراك ليكول في سوق الحميدية وهو امر ما كان حافظ الاسد ليجروء على القيام به ويؤدي دوراً في العلاقات بين الشيخ علي اكبر هاشمي رفسنجاني والامير عبد الله بن عبد العزيز ، يرسل له العقيد معمر القذافي لترتيب علاقته مع ولي العهد السعودي …رجل بهذا الحجم وسني من لبنان يؤدي هذه الادوار كيف يمكن له ان يستمر من دون ان يقتل ؟
الى جنة الخلد ايها الإنسان الرمز الصديق والحبيب رفيق الحريرى

مجلة الشراع