متفرقات

همسة الإمام السارق/ مساهمة من الإعلامية الأستاذة نورا نجيب

 

في إحدى أيام شهر رمضان .. دعت عائلة ـ إمام المسجد ـ على الفطور معهم .. فلبّى الدعوة ..!

وأثناء إعداد الزوجة للمائدة .. نسيت مبلغاً من المال فوق المائدة …
وبعد الإنتهاء من الفطور .. و مغادرة الإمام .. لاحظت الزوجة غياب المبلغ ..!

و لأن الزوجة لا يوجد عندها أولاد .. و الوحيد الذي دخل البيت هو الإمام فقط .. دخلها الشك..!

وقصّت القصة على زوجها .. و طلبت منه التأكد من ذلك بالحديث في الموضوع مع الإمام ..!
فقال لها زوجها .. هذا عيب .. و لكن .. سنقطع علاقتنا معه .. و نغلق الملف ..!
و قــرر الرجل عدم الصلاة في المسجد خلف هذا الإمام مرة أخرى ..!

مرت الأيام و الشهــور .. و جاء رمضان .. جلس الرجل مع زوجته و قال لها :-
نحن في شهر الرحمة و الصفح .. يجب علينا العفـــو عند المقدرة .. و ننسى ما فات .. و نبدأ صفحة جديدة .. والإمام كما تعلمين لا أهل له في قريتنا .. يجب أن ندعوه إلى الإفطار معنا ..!

سكتت الزوجــة قليلًا .. ثم قَبِلَت بشرط .. و هو أن زوجها يصارح الإمام في أمر النقود المفقودة .. فوافق على ذلك …!

جاء الإمامَ .. و تناول الفطور .. و بعد ذلك واجه صاحبُ المنزل الإمامَ بالحقيقة ..
أحس الإمام بوطأة الخجل و بكى بشدّة ..
ثم رفع رأسه و عيناه دامعتـــان من البكاء

سألته الزوجة و ما يبكيك يا إمام ..؟

قال :-
نعم .. أنا من أخذت النقود .. و وضعتها في المصحف الوحيد على الرف ..
و ما أبكاني .. هو أنكم لم تفتحوا كتاب الله طيلــة 365 يوما .. و لم تقرأوا منه حرفاً حتى في شهر رمضان ..!

فهرول الزوج .. و فتح المصحف الشريف .. فوجد المال في الصفحة الأولى بين دفتي المصحف عند سورة الفاتحة ..!

فانفجرت الزوجة بالبكاء .. تحاول أن تكفر عن ذنبها بسوء الظن .. و ذهبت إلى الإمام طالبةً العفو منه ..!

فقال لها الإمامَ :-
اطلبي المغفــرة و العفــو من الله الذي هجرتــي كتابــه سنة كاملة .
أما أنا .. فإنني عَبدٌ ضعيف.

*و ﻻ حول ولا قوة إلّا بالله العلي العظيم *
سؤال ..!

*متى كانت آخر مرّة فتحت فيها المُصحَف الشريف ..!؟*

*اللهم* ثبتنا على طاعتك و حُسْن عبادتك ..
*اللهم * اهدنا واهدى بنا ..
*اللهم * أجعل القرآن ربيع قلوبنا .. و جلاء أحزاننا .. و ذهاب همومنا .. و جلاء غمومنا .. و أجعله حُجَّة لنا لا حُجَّةً علينا ..
*اللّهم* علِّمنا منه ما جَهِلنا .. و ذَكِّرنا منه ما نُسِّينا .. و أرزقنا تلاوته آناء الليل و أطراف النّهار علي النحو الذي يُرضِيك .. و توفّنا و أنت راضٍ عنّا ..!

وصلً اللّهم و سلّم على سيّدنا مُحمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

طابت أوقاتكم بذكر الله 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى