رسالة مصارحة مع الحبيب رفيق الحريري من حسن صبرا

رسالة مصارحة مع الحبيب رفيق الحريري من حسن صبرا

مجلة الشراع 14 شباط 2021

انت الذي اتيت لبنان وحدك وتركته واكثر من مليوني لبناني معك عاطفة وحباً ووفاء ومنهم مئات الالوف الذين تعلقوا بمشروعك فاصبحوا حريريين ، انت انت عندما غادرت الدنيا غادر لبنان الى الابد كل افراد عائلتك الا سعدها فهو وحده حمل رايتك واسمك وما زال متمسكاً بالامل الذي زرعته… الامل الذي تعلق به اللبنانيون وحاول سعد وحده من دون افراد اسرتك كلها ان يثبته فإذا افراد عائلتك كلهم يهدمونه حجراً حجراً..

ولأنك في رحاب الله مطمئناً تقرأ كتابك المنشور فإذا حسناتك تشفع للسيئات فإنني اسامح نفسي على ازعاجك بكتابة ما اعتقده حقيقة اصارحك بها ..

ابدأ بسعدك،

وهو تسلّم السّلطة غضاً قليل الخبرة محباً للحياة لم يحسن احاطة نفسه بالصالحين كلهم ولعلك تعذره اذ ان الفرق بينك وبينه انك احطت نفسك بأناس كانت ملكاتك وشخصيتك تؤهلك ان تديرهم وان تستفيد من قدرات كل واحد منهم، ليكون رسولك الى حيث يجب ان يكون، وكانت ثقتك بنفسك تعطيك القدرة على استيعاب الودائع الاستخباراتية السورية وانت تعرف اسباب وجودهم معك!

اما سعد ابنك الاقرب الى قلبك وعقلك فقد ورث هؤلاء جميعاً واضاف اليهم من وجد انهم يسايرونه في مزاجه وهواياته وفي عمره..

لقد اكتشف سعد بعد اكثر من عشر سنوات على تسلمه الامانة بقرار من الملك عبد الله رحمه الله في وراثتك عبء الدور الذي يقوم به بعد غيابك وقد تناتش المحيطون  به من حوارييك السابقين السلطات وما يمكن وصفه بالغنائم وهو شبه مسلوب الارادة امام بعضهم بين

 نهاد المحتال

وفؤاد الكذاب

والسيء رضوان

ونادر السمسار

… وكل واحد منهم جاء بحاشيته!

وكلما اظهر سعد تكاسلاً كان هؤلاء يزدادون تغولاً داخل وزاراته ومؤسساته وبين جمهوره وفي علاقاته التي اورثتها له من اليابان شرقاً والصين وروسيا الى الولايات المتحدة غرباً وما بينها من بلاد العرب اوطاني واسيا وافريقيا..

  كانت سمة الطيبة التي ترافق سعد ذات مدلول انساني عند الناس لكنها في العمل السياسي اشارة الى السذاجة وقلة الحيلة وكان هؤلاء اشبه بصراصير الحلاقين الذين كانوا ينثرون النشارة في صالوناتهم لمنع اثر هذه الحشرة..

خطيئة ابنك المحبب سعد كان هذا الوفاء شديد الوطأة عليه وعلى الناس وعلى اهل صيدا تجاه عمته بهية حتى اسلم داره واعمالها لابنها نادر واسلم مستقبله كتيار لابنها احمد واسلمها هي كتلته النيابية فتحولت الحريرية السياسية الى حريرية عائلية، وكم كنت محبوباً انت يا ابو بهاء بتواضعك الذي نقلته لابنك سعد وكم اصبحت بهية متعالية لتورث ولديها صفاتها !

وكم كنت محقاً حين صارحتني بأنك لو كنت مكان بعلها مصطفى لما سمحت لها ان تترشح للنيابة وكم كلفك تنويب بهية ..

غير ان ظروفك يا ابا بهاء لم تتوفر لابنك سعد فالملك فهد غاب على ايامك والملك عبد الله محكوم بالطيبة وما بعده جعلوا سعدك يتيماً للمرة الثانية اما سعد فإن من حوله دفعوه لإرتكاب جريمة يدفع ثمنها لبنان كله حيث يجري الآن تدمير كل ما بنيته:

انها جريمة انتخاب ميشال عون لرئاسة الجمهورية

وهكذا تخلت عائلتك كلها عن حلمك ورمت الوقود على زرعك الاخضر وغادرت لتترك اليأس يسود وخلت بلاطات ضريحك من ظل كل افرادها الا سعد وتحولت ملكيات المؤسسات التي أنشأتها واروقتها الى اسماء آخرين ليس بينهم ربما حرفا حر ولا الياء ولا الفها

اما سعد فقد ارتكب جريمته وتركوه وحده يتلمس طريقاً للتكفير عنها ولن يستطيع الا بعد ان يصارح اللبنانيين بقوله الصريح عن الثمن الذي قبضه او قبضوه عنه من هذه الجريمة…

دولة الرئيس رفيق الحريري

سعد الآن في بداية التعلم واظهار الجدية معتمداً على ذاته وهو ما عاد يستمع الى:

وليد وتقلباته

ولا الى سمير وحساباته

ولا الى نهاد ومصالحه

ولا الى فؤاد وتقريشه كل كلمة او قرار..

سيخطىء وسيصيب وربما يسعى لإستعادة جمهورك الذي انفض قسم كبير منه عنه قبل الكارثة المالية الحالية، وهو في وضع لا يحسد عليه لا هو ولا كل السياسيين في لبنان ومعظمهم لا يجروء على الخروج الى الناس خوفاً منها ولولا جائحة كورونا التي تسود العالم لخلى لبنان من السياسيين قبل البني آدميين ..

واذا كان بعض المتعاطفين مع سعد الان يميزونه بطيبته وانه ابن رفيق الحريري فإن المطلوب منه هو فوق طاقته !

واسمح لي يا دولة الرئيس الحبيب ان اصارحك بالقول:

ان واجب سعد اذا اراد ان يصدق مع اللبنانيين وان يشعرهم بإهتمامه بهم جدياً فعليه ان يقدم كشف حساب عن كل جماعاته الذين معه والذين تخلوا عنه والذين ابعدهم .. كشف حساب عن الاموال التي نهبوها ليحاسبهم ويعيد المنهوب حتى لو كان جزءاً منه في حساباته هو شخصياً

ان هذا القرار لو اقدم عليه سعد لفتح ابواب الامل من جديد وهو يفتح ابواب السجون للصوص ولألزم الرؤساء والوزراء بأن يحذو حذوه في ضربة معلم لإنقاذ البلد ..

ولن يحتاج اللبنانيون بعدها لا الى صندوق نقد دولي ولا الى مؤتمرات باريس واموالها ، فكل فلس من هذه الجهات سيسرقه الرؤوساء واتباعهم وهذه الزوج وهذا الصهر وهذا القريب وهذا الرفيق

دولة الرئيس،

 لعلني اثقلت عليك لكنني ابشرك ولا اخفي عليك قلقي بأن في بحرنا نفط وغاز لكن هذه البشرى هي كالكوميديا السوداء فالناس التي انتظرت وتأملت  ان تتحول بلدها الى بلاد نفطية تعيش البحبوحة كما دول الخليج العربي تخشى في ظل مافيا الحكام واتباعهم ان يزداد هؤلاء جشعاً وشبقاً للمال كما السلطة كما همجية الذئاب الوحشية فيسرقوا ما في البحر كما سطوا على ما في البرّ، واذا كان توزيع المغانم شمل من في الشمال ومن في الجنوب حتماً فإن الانظار تدور يا دولة الرئيس حول ما سيفعله ابنك سعد بالمتعهد الذي يتكلم باسمه في بلدية بيروت وفي مجلس الانماء والاعمار وفي وزارة الاشغال وهو لصيقه مباشرة وبالواسطة في حله وترحاله وهل يعطي بنبذه من حوله الامل بالزام الاخرين ابعاد السماسرة والصفقات التي افلست البلد براً وجاء وقت النظافة بحراً ؟

الرئيس الحبيب رفيق الحريري

اليوم مرت ستة عشر سنة على اغتيالك، ولعل رسائل الرثاء ستتوالى اليك في عليائك قد تبتسم لها وقد تعجب لبعضها ولكن لسان حالك يقول من كان في جنات الخلد يشفق على من في الارض وانت تقول اعانكم الله على بلواكم في حكامكم فاطلب من الله وانت قربه ان يستدعيهم الى جهنم التي وعدوا اللبنانيين بها…

الشراع في 14/2/2021