غلبة الدَّيْن…. وقهر الرّجال/ الأستاذ عامر أرناؤوط

كتب (عامر أرناؤوط)

المتأمل الواعي، في استعاذة الرسول الأعظم ﷺمن غلبة الدَّين وقهر الرجال، يدرك عِظَمَ هذه المسألة حتى يستعيذ منها الرسول الأكرم.

فالدَّيْنُ جلاّبٌ للهموم، وللذل، والهوان، إن غَلَبَ في حياة الفرد أو المجتمعات، فإنه يحيل حياتهم إلى حجيم، ليس منه ما نحياه اليوم، ونحن الذين غلب علينا الدَّين، حتى أحال ديارنا كأنها ممتلئة بالماء الغامر، ونحن نحاول إفراغه بكأس بائسة.

فكيف إن زدنا على هذا البؤس “قهر الرجال”؟!

وهنا أعتذر من إخوتنا النساء، فليست مَنْقَصَةً في حقّهنّ أنهنّ يهضمن أحياناً القهر، ربما لضعف طبيعتهن، ورقتهنّ أحياناً.

لكن الرجل، الرجل ينحر نفسه عندما يُقهر، شأنه شأن الجِمَال في الصحراء.

هذه المقدمة، أسوقها تعليقاً على قرار رئيس لجنة التلقيح الوطني لكورونا، الدكتور عبد الرحمن البزري بالاستقالة من منصبه، رداً على تجاوز النواب ورئاسة الجمهورية، وغيرهم ترتيب المنصة في أخذ اللقاح، مقدّمين أنفسهم ومصالحهم مرة جديدة، على حقوق الشعب المهدورة دوماً معهم.

هذا الدكتور الطيب الصادق، ومحل الثقة لدى معظم اللبنانيين، لم يستطع أن يعبّر عن قهره إلا بقراره المبدئي بالاستقالة، الذي راجعه لاحقاً، ليتحول إلى جملة من الإعتراضات، والتحفظات والإعتذارات من الشعب اللبناني، شأنه شأن كلّ حرٍّ داس المُغرضون على كرامته، فما كان جوابه إلا الإعتذار ممن تعهد لهم، بالشفافية والموضوعية، في عمل منصة التلقيح، التي انتهك حرمتها أولئك الذين اعتادوا دوماً مصّ الدماء، وتقديم مصالحهم على المصالح العامة والوطنية.

لكن لهذا الدكتور الطيب نقول: “إن كنت تظن أن هذا آخر عهدك بهذه الطبقة، فأنت مخطئ.. هذا رأس الدبوس من فعالهم، وغداً ستجد “خازوقهم” كاملاً سَيُدَكّ بجسمنا– لا أقول غير ذلك- لأن الحيي وحده، الذي يستحي من الخطأ أما هم، فيفعلون ما يشاؤون لأنهم فقدوا الحياء والخجل.

الدكتور البزري…

أتفهّمُ حِسّك الوطني الذي أعادك لعيون شعبك وألغى قرارك بالاستقالة، لكن جهّز نفسك لموجة قهرٍ جديدة، لأنه مع هؤلاء “فالج لا تعالج”.