غلواء الطقوس الشيعية ارمنية نقلها الفرس و جنح بها العراقيون! كتب: حسن صبرا/الشراع

الشراع 9 تموز 2023

كتبنا في مقالتنا السابقة تحت عنوان:

مطلوب محمد بن سلمان شيعي ! ان الامام علي خامنئي افتى بمنع التطبير ( الضرب على الرأس في عاشوراء لإسالة الدم منه للرضيع والصغير والكبير ) ، وان ايران لم تنم ليلتها قبل ان يتراجع خامنئي عن فتواه

اتصل بنا عدد من القراء ومنهم رجال دين شيعة يبررون التطبير ، وقال احدهم انه ضروري لازالة دماء فاسدة من الرأس!

وهو كلام لا اساس له من  الصحة لا طبياً ولا منطقياً ، ولاانسانياً
وقلل احدهم من التطبير قائلًا:

انه لا يدوم اكثر من ساعات قليلة ولمرة واحدة في السنة في ذكرى عاشوراء!!

وهو ايضاً كلام مردود لأن جريمة القتل قد تتم في ثوان قليلة ! ومفعولها كتلك التي تتم خلال ساعات او قد تحتاج الى ايام ..

تابعت الشراع اصل التطبير فوجدت انه تقليد مسيحي ارمني حضر شاه ايراني في العهد الصفوي  طقوسه في ارمينيا ، حيث تعمد فرق ارمنية متدينة ، خلال احتفالات دينية في ذكرى آلام السيد المسيح ، الى تعذيب الجسد بالضرب على الرأس بالخناجر والجنازير ، والحضور يحمسون”  الضرابة “ويشدون من ازرهم الى ان تسيل الدماء من الرؤوس

نقل الشاه الايراني هذا الطقس الى ايران المتشيعة منذ عهد اسماعيل الصفوي ، ولأن الثقافة الفارسية مشبعة بالمزايدات ، وبلغة افعل التفضيل  ، فالشاه اي الملك هو الشاهنشاه اي ملك الملوك ، فإن ما اعتمده الفرس من طقوس ارمنية ، قفز في السلوك الفارسي في ذكرى عاشوراء الى ما نشهده اليوم ( مع التذكير دائماً بفتوى الامام الخامنئي ) ، ولا بد من التذكير بالأهم وهو ان عاشوراء لم تكن معروفة بطقوسها قبل ان يدخلها البويهيون عندما حكموا بلاد فارس بعد نحو قرنين من الزمان وبطبيعة العلاقات الاجتماعية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية بين ايران والعراق، البلدين المتجاورين جغرافياً والمتداخلين طبيعياً ، وحيث كانت مدينة النجف العراقية هي السباقة  بإحتضان تدريس والترويج وحماية التشيع ، فقد كانت مرجعًا لشيعة العرب والمسلمين عبر الزمان ، فلما تحولت ايران الى التشيع ، ومع التنافس بين الفرس والعثمانيين على العراق ، بات التنافس المذهبي من الطبيعة نفسها في كل المسائل حتى في المبالغات الشيعية في ممارسة الطقوس وابرزها منذ ذلك التاريخ في عاشوراء ‏…

والاهم من ذلك هو محاولة الفرس نقل مركز المرجعية الشيعية من النجف في العراق الى قم في ايران … لكن كل شيعي عربي يعتبر ان النجف هي الاصل ، حتى لو كان مبايعاً لولي الفقيه سواء كان في عصر الامام الخميني او في عهد السيد الخامنئي

ولكن كانت دهشتنا كبيرة عندما قرأنا عن مجموعة ايرانية تعتبر ان السيد علي خامنئي هو قائدها وان السيد علي السيستاني هو مرجعنا ..
غير ان هذا يحتاج الى حوار آخر

مجلة الشراع