الخدمات الاعلامية

الغاز اميركية غير قابلة للحل! بقلم حسن صبرا/الشراع

مجلة الشراع 2 آذار 2021

كلّماقيل ان تحرك البطريرك الراعي ضد سلاح حزب الله جاء بتوقيت اميركي..

اظهرت الاتصالات الجارية بين واشنطن وطهران بالواسطة ان اميركا تريد الاتفاق مع ايران لكن ايران هي التي تضع الشروط على اميركا، فيسارع المصدومون للقول ان بايدن يضغط على خامنئي بواسطة الراعي !!

وكلّما قيل ان اولوية بايدن هي وقف التقدم الاقتصادي الصيني الذي ينافس كل شيء اميركي نجد ان بايدن يضع محاصرة روسيا حتى في حدودها الجغرافية في اولوياته… وقد نسي العالم ان بوتين ضم جزيرة القرم الى بلاده منتزعاً اياها من اوكرانيا فاذا بايدن يطالب موسكو بإعادتها الى جارتها اللدود

وكلما قيل ان بايدن عاد الى سيرة معلمه السابق باراك اوباما بتفضيل التفاهم مع ايران العدوة والإقتراب منها في اليمن اطلق لطائراته العنان لتقتل عشرات المقاتلين العراقيين المدعومين من طهران على حدود بلادهم مع سورية

وكلما قيل ان بايدن لن يسمح بالتمدد الايراني خارج حدودها نجد ادارته يرفعون اسم اهم قوة مسلحة لايران في الجزيرة العربية اي الحوثيين من لائحة الجماعات الارعابية

وكلما قيل ان السياسة الاميركية تنطلق من مسلمة ثابتة في تعاملها مع الدول العربية والاسلامية هي قدرتها على مقاتلة التنظيمات الارعابية الظلامية مثل داعش والقاعدة نجد ان بايدن وما مضى على دخوله البيت الابيض اكثر من اربعين يوم يصالح طالبان في افغانستان ويدعو الى اعادة الاخوان المسلمين الى مقاعد السلطة في كل مكان..

قبل ان يختار احدكم نعيدكم الى هذه الواقعة عن كيفية تعامل الساسة الاميركان مع قضايا العالم:

سأل الرئيس امين الجميل وهو في السّلطة الرئيس السابق كميل شمعون:

يا فخامة الرئيس .. انني والله محتار في كيفية التعامل مع السياسة الاميركية في لبنان وسورية.. لقد شجعوني على رفض التهاون مع حافظ الاسد لكنهم ارسلوا بالامس وزير خارجيتهم جورج شولتز الى دمشق للقاء الاسد!

ابتسم الثعلب السياسي الاهم في لبنان سابقاً وهو يجيب الجميل:

 يا فخامة الرئيس هؤلاء الاميركان تركب معهم المصعد على اساس انهم صاعدون الى الطابق 80 لكنهم يمكن ان يضغطوا بعد الصعود على زر الطابق 40 وينزلوا وعليك انت ان تقرر النزول معهم او متابعة الصعود وليس عندهم اي حرج

الاميركان يتعاملون الآن مع شريكهم الاهم في العالم في البراغماتية وهي ايران الذين يناقضون الاميركان في انهم ما تخلوا منذ ان طرحوا مشروعهم كدولة اقليمية كبرى في المنطقة عن اي حليف لهم مهما كان احد الحلفاء ضعيفاً او ظالماً او فاسداً فكيف اذا كان صاحب قضية ومبدئياً وذو حيثية شعبية وصاحب كاريزما قيادية؟

للرئيس الراحل حسني مبارك عبارة شهيرة قالها في اكثر من مناسبة لمقربين وزوار عرب ناصحاً:

المتغطي بالامريكان عريان ..

وللاسف الشديد،

ان هذا المجنون الذي رحل عن البيت الابيض دونالد ترامب كان هو الاكثر وضوحاً في سياساته وفي صداقاته وفي عداواته… ربما لأنه مجنون!

فهل نلوم الاميركان لأنهم جاؤوا برجل مكانه يجيد تطبيق البراجماتية؟

 

مجلة الشراع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى