الخدمات الاعلامية

صبرا للاندبندت العربية: التهريب تقليد تاريخي بين لبنان وسورية وفلسطين/ الشراع

صبرا للاندبندت العربية: التهريب تقليد تاريخي بين لبنان وسورية وفلسطين

مجلة الشراع 7 آذار 2021

في تحقيق صحفي نشرته الاندبندنت العربية  تحدث رئيس تحرير مجلة الشراع الزميل حسن صبرا عن التهريب فكشف تاريخية هذا الامر باعتباره تقليداً شبه متوارث بين لبنان وفلسطين وسورية في المئة سنة السالفة وعملياته ممتدة في لبنان من مزارع شبعا في جنوبي لبنان عند سفوح جبل الشيخ التي تجمع حدود البلدان العربية الثلاثة حتى جبال اكروم في عكار شمالي لبنان

فإلى المقال :

مثلث التهريب

يرى رئيس تحرير مجلة الشراع الصحافي حسن صبرا، أن البحث في قضية حدود لبنان الواسعة والمفتوحة مع سوريا يعود إلى مرحلة ما قبل احتلال فلسطين عام 1948 ضمن مثلث يجمع حدود البلاد الثلاثة، ما دفع السلطات السورية عام 1955 في عهد حكومة خالد العظم إلى إقامة مواقع عسكرية لمحاولة منع التهريب، موضحاً “أن حكومة العظم نفسه كانت أقفلت الحدود بين لبنان وسوريا وألغت اتفاقية الوحدة الاقتصادية التي كانت قائمة بين البلدين وأنزلت الخشبة تعبيراً عن إقفال الحدود، وقرار العظم الرسمي كان فرصة لتنشيط عمليات التهريب لجني الأرباح على حساب المزارعين اللبنانيين والتجار الذين كانوا يرسلون بضائعهم إلى دول الخليج العربي عبر سوريا”.

ويروي صبرا،

 أن “كل من يعبر الحدود اللبنانية نحو سوريا عبر سيارات الأجرة كان يرى كيف يحمل سائقو هذه السيارات ركابهم الموز والخبز وعلب المناديل والأدوية، ويطلبون من الركاب إذا سألتهم السلطات الأمنية السورية على الحواجز المختلفة على طول الطريق بين الحدود مع دمشق أو حلب أو اللاذقية أن يقولوا إن هذه الأغراض لهم، وفي الوقت نفسه كان السائق يجيب العناصر الأمنية على الحواجز بأن هذه البضائع المهربة هي هدايا للضباط الفلانيين أو المسؤول الفلاني حتى يتوقف عن طلب الرشاوي”.

خرائط التهريب المنظم

ويؤكد وجود أكثر من 132 معبراً غير شرعي على طول الحدود اللبنانية السورية، مشيراً إلى أن كثيراً من الطرق غير الشرعية متواجدة في قرى وبلدات لبنانية داخل الأراضي السورية (الطفيل) أو بعضها مشترك بين سوريا ولبنان (دير العشائر)، ولكن “الأهم يكاد يكون من المستحيل مرور طائر بين البلدين من دون معرفة أجهزة الأمن السورية”.

ولفت إلى أن معظم الحدود المشتركة بين البلدين باتت محطات للتهريب تبدأ من مزارع شبعا في الجنوب إلى جبل أكروم في عكار في الشمال، بحيث يقابل كل نقطة تهريب من الجانب اللبناني أخرى من الناحية السورية، شارحاً بأن “دير العشائر” المشتركة بين لبنان وسوريا يقابلها خربة روما وحلوة ومدوخه وينطا، حيث تُهرّب عبرها المواشي، أما الزبداني في سوريا وتشمل مضايا وسرغايا وبلدة بلودان يقابلها الصويري ومجدل عنجر في البقاع الغربي، تُهرّب عبرها المواد الغذائية، أما عرسال في البقاع يقابلها جبال القلمون التي تضم نحو 80 قرية سورية، وكان الجنرال غورو يطمح لإقامة دولة القلمون فيها للإشراف على كل المناطق بين لبنان وسوريا.

ويتابع،

“التهريب فيها يتم من طريق نهر العاصي وما يسميه أهل المنطقة بالعبّارة حين يصفون البضائع في النهر الذي يحملها إلى الأراضي السورية ويتلقاها المهربون”، مضيفاً بأن عديداً من المعابر الأخرى تمتد على الحدود الشمالية منها معبر نهر الكبير الشمالي بيت الجمل في سوريا ويشرف على هذا المعبر نافذ من بيت آل العلي، ومعبر العبوسية ووادي خالد مقابل تلكلخ في سوريا ويخضع لعشائر معروفة من المنطقة، إضافة إلى معبر العريضة الداخلي – طرطوس وهو من أهم معابر الشمال، حيث استخدم خلال السنوات الأولى من الثورة السورية لتمرير الأسلحة والمسلحين.

الفرقة الرابعة لماهر الأسد

ويوضح صبرا بأنه “مضى الزمن الذي كانت فيه الحدود بين لبنان سوريا متروكة لحراسة الهجانة والجمارك من الناحية السورية، وأصبح لبنان الرئة الوحيدة التي يتنفس من خلالها النظام السوري، وأصبحت الحدود هي منفذ الهواء الوحيد لهذه الرئة، وكان من الطبيعي أن يشرف عليه ماهر الأسد شخصياً عبر فرقته الرابعة وهي الفرقة التي تتمتع بمواصفات جيش بأكمله من حيث العدد (40 ألف جندي وضابط) والتسلح، فهو لا ينقصه سوى الطيران، والنوعية في المعاملة المادية والصلاحيات، حيث ينتشر على حدود لبنان مع فلسطين ومع الأردن وتركيا حيث المعارضة المسلحة، وكذلك بين الحدود مع الأكراد وفي مينائي طرطوس واللاذقية. وإذا كان لفرقة ماهر الأسد 40 ألف عسكري نظامي، فإنه يستتبع أيضاً قوى مسلحة يصل عددها إلى 60 ألفاً، وكل هؤلاء يحتاجون إلى مصاريف باهظة، “ويقدر مطلعون كمية المبالغ التي تستوفيها هذه الفرقة من التهريب بنحو 4 مليارات دولار سنوياً”.

ويشير صبرا إلى أن الفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد تمسك الحدود رسمياً،

 حدود سوريا مع لبنان وتسيطر على عمليات التهريب بالشراكة مع العشائر التي تشكل عمليات التهريب مورداً رئيساً لها، ويقول إنه “ليس لهذه المحاولة سوى تفسير واحد تحت عنوان وقف التهريب وضبط الحدود وهو مد الحصار الذي بدا أنه يتوسع على “حزب الله” من مرفأ بيروت إلى المطار والحدود البرية مع سوريا”، معتبراً أن الهدف هو السباق بين “الحصار والتهريب والتدويل وإعادة العلاقات”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى