تأملات في واقع الحياة إنه زمنُ ازدواجيةِ المعايير/ بقلم عبد القادر فاكهاني/الشراع
1
مجلة الشراع 26 آذار 2021
استوقفني صديقٌ وأمطرني بِوابلٍ من الأسئلة التي تبدأُ بالصحة والأهل والأحفاد وتنتقلُ إلى مواضيع الغلاء والبلاء وانتشار الأمراض وتوقف الأشغال واستشراء البطالة وضعف القوة الشرائية لعملتنا الوطنية… ولا يغفل هذا الصديقُ عن التطرق، بأسلوب قاس غلّفه بصيغة السؤال، إلى أحوال السياسة والساسة في بلادنا وتبدّل التحالفات وسرعة “التكويعات” وضبابية المواقف!
من دون أن ينسى التعريضَ بمن أسماهم بائعي المواقف والشعارات… كلهم يتحدثون ضد الفساد ولكن كثيرًا منهم يضع الخطوط الحمراء إذا ما ذُكر فلان في تهمة أو شبهة لمجرد أنه من المحسوبين عليه!
ضد الفساد ولكنكم تحمون الفاسدين!
أغرقتم البلدَ في الديونِ وجعلتم اقتصادَه وأموالَه وشعبَه في مهبِّ الرياحِ وفي الوقت عينِه تدّعون حبَّه!!! ما هذا الحب؟! وما هي هذه السياساتُ العرجاء؟!
وتفوّه صديقي ببعض العبارات التي أجدُ حرجًا في ذكرها هنا!
ثم أتبع ذلك بسؤال: لماذا أغلب السياسيين في بلادي يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يقولون؟!
لماذا يتحدثون بألسنتهم عن خدمة الشعب فيما هم يعملون لخدمة الأزواج والأبناء والحاشية وشعراء البلاط؟! لماذا… ولماذا… ولماذا…؟!
أجبتُ صديقي: ما ذكرتَه عن الشعاراتِ الجوفاءِ والوعودِ الفارغةِ وحمايةِ الفساد من قِبل سياسيين صحيح… وما أشرتَ إليه من أحوالِ البلدِ اقتصاديًا ومعيشيًا صحيح… إن كثيرًا مما تطرقتَ إليه مرتبطٌ بغيابِ مفاهيمِ الأمانةِ والصدق والعفة لدى هؤلاء… ينادون بها وهم بعيدون عنها… يحدّثونك عن تعاطفهم مع الناس وهم يركبون ظهور الناس!
إنه زمنُ ازدواجيةِ المعايير!
وبصراحةٍ أقولُ لك يا صديقي ليس هذا عند السياسيين فحسب بل هو عند كثير من الناس…
نطلقُ الرصاصَ تعبيرًا عن فرح أو حزن باتجاه مساكن الناس ورؤوسهم ولكن نبكي على فراق قريبٍ أصابته رصاصةٌ طائشة!!